بعد ثمانية شهور، جهزت والدة الاسير المحرر (صهيب اشتيه) بيتها لاستقبال ابنها والمهنئين كعادة أمهات الأسرى، رغم أنها اعتادت على تلك الطقوس فدوما أبنائها في دائرتي استهداف السلطة والاحتلال.
على جدران المنزل كتب شباب العائلة عبارات التهنئة لاستقبال صهيب، وعلقوا يافطة تخلوا من أي شعار سياسي، فقط اسم المحرر وجملة ترحيبية لم ترقى لعناصر الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله.
حين لمح أحد أفراد الأجهزة الأمنية تلك اليافطة المرفوعة تدخلت قوة من الأمن وطلبوا من شباب العائلة رفعها، رفضوا ذلك، فانهالوا عليهم فجر اليوم بالضرب بالهراوات والأسلحة ومحاولة الاعتقال.
القانون الفلسطيني يشجع
يقول عاكف اشتيه وهو والد المحرر والمعتقل السياسي مصعب، إن ما جرى من قبل أفراد السلطة ليس جديدا عليهم فهم ينغصون فرحة أهالي الأسرى دوما ويلاحقون أفراد العائلة بالضرب والاعتقال.
ووصف اشتيه (للرسالة نت) أن ما جرى معهم من اعتداءات يعتبر سياسة مبرمجة ومتعمدة، لأن لم يتعارك أحد مع الأجهزة الأمنية الذي صمم افرادها على إنزال اليافطة التي تخلوا من أي عبارات سياسية.
وذكر أنه وقعت إصابات كبيرة فضربه أحد أفراد السلطة بالسلاح على رأسه، وحاولوا اقتياد شقيقه الأكبر (عوض الله) إلى سيارة الشرطة لاعتقاله لكن أبناء العائلة هجموا وأنقذوه، فرموا عليهم قنابل الغاز.
ووصف وضع زوجته النفسي سيء للغاية، لكن ما يهون عليها هو لحظة احتضانها لابنها صهيب.
ولفت إلى أن تلك المنغصات لم تعكر فرحتهم، حيث سيكون مراسم استقبال كبيرة لابنه المحرر صهيب حيث سيخرج الناس من نابلس حتى قريتهم.
أما عن حال مصعب، ذكر والده أنه علم بما جرى مع عائلته وهو معتقل لدى السلطة عبر شاشة التلفاز، ووقتها تمكن من الحديث مع عائلته للاطمئنان عليه، متمنيا أن يكون الاستقبال المقبل لابنه مصعب من سجون السلطة.
وفي ذات السياق يقول الحقوقي مصطفى شتات، إنه وفق القانون لا يجوز الاعتداء على الأسرى المحررين لحظة الإفراج عنهم، أو حرياتهم ولهم حرية الرأي في كتابة العبارات الوطنية الترحيبية لاستقبال أبنائهم الاسرى.
وذكر شتات (للرسالة نت) أن اعتداء عناصر الأجهزة الأمنية على أهالي الضفة تكون بشكل يومي، حيث الانتهاك المتواصل للحقوق والحريات.
وأكد أن الاعتداء على أهالي الأسرى والمحررين لا تمت للقانون بصلة، فما جرى مع عائلة اشتيه المعروفة بتضحياتها ونضالها وكفاحها للاحتلال جريمة ضد القانون.
وأشار شتات إلى أن ما فعلته الأجهزة الأمنية بمحاولة منع رفع راية استقبال المحرر صهيب يشبه تماما ما يفعله الاحتلال، رغم أن القانون الفلسطيني يشجع على النضال.
يذكر أن لوالد المحرر صهيب، ابن اخر وهو مصعب اعتقلته الاحتلال ثلاث مرات سابقا، قبل أن تبدأ رحلة المطاردة في نيسان/ أبريل 2021 على خلفية نشاطه المقاوم في صفوف كتائب القسام لينضم إلى المقاومين المطاردين في البلدة القديمة ويصبح أحد قادة مجموعة "عرين الأسود".
واعتقلت أجهزة السلطة "مصعب" في 19 أيلول/سبتمبر 2022، بعد الاعتداء عليه ومحاصرة مركبته في مدينة نابلس، الأمر الذي أشعل حالة غضب في أرجاء الضفة عامة ومدينة نابلس خاصة.
يُذكر أنّ المحكمة الإدارية العليا في رام الله، أصدرت 3 قرارات سابقة آخرها بتاريخ 13 شباط/فبراير 2023 وتقضي بالإفراج الفوري عن اشتية، وبعدم قانونية توقيفه على ذمة المحافظ أو أي جهة.