تتضاعف الحاضنة الشعبية حول المقاومة بالضفة المحتلة في ظل تنامي الفكر المقاوم بين الشبان الذين يرون فيها مخرجا من مستنقع الفراغ السياسي والعربدة (الإسرائيلية).
وعلى مدار سنوات، وجد الفلسطينيون في مدن وبلدات الضفة والقدس، أنفسهم أمام تغوّل الاستيطان والقتل والتهجير، في ظل قيادة متواطئة فشلت في جلب الأمان والحقوق للفلسطينيين.
ولعل مشهد حمل المقاومين على الأكتاف بعد انسحاب قوات الاحتلال من طولكرم صباح الثلاثاء، وفشل العملية العسكرية بالنيل منهم، تؤكد أن المرحلة المقبلة يكتب عنوانها المقاومون.
** حاضنة شعبية
الكاتب والمختص في الشأن السياسي، علاء الريماوي، أكد أن المقاومة مستمرة ولم يستطع الاحتلال إيقافها، "حتى في أوج عمليات الاستهداف لا تخمد جذوتها".
وقال الريماوي في حديث لـ (الرسالة نت): "نجد دائما أن هناك حالة التفاف من المواطنين حول المقاومة ورفعهم على الأكتاف في مشهد يدلل على الحاضنة الشعبية".
وأشاد بسرعة أداء المقاومة التي تعتبر الأساس في عملية النجاح، "فبعد ساعات من الخروج من طولكرم، جاء الرد سريعا من المقاومين بإصابة خطيرة لحارس أمن صهيوني".
وأضاف: "الشبان يمتلكون روح المبادرة وهم من يهاجمون الاحتلال في عمليات نوعية وهو ما يزيد من حالة الجنون لدى الاحتلال".
ولفت إلى أنه لا يمكن إنهاء حالة المقاومة المشتعلة بالضفة، "خصوصا في ظل اعتداءات المستوطنين وحالة الفراغ السياسي، والتطرف الكبير من حكومة الاحتلال".
وذكر مسؤول عسكري لصحيفة (إسرائيل اليوم)، أن خطر إطلاق النار والمتفجرات يواجهنا بقوة أكبر في شمال الضفة الغربية –في جنين ونابلس– وربما أكثر مما واجهنا في عملية "السور الواقي"
وبحسب قوله: "نشهد إلقاء عبوات ثقيلة وشديدة الانفجار تحتوي على مواد شديدة الانفجار مدمرة ومعيارية وإطلاق نيران كثيفا، لا يوجد اقتحام شمال الضفة الغربية لا نواجه فيه إطلاق نار".
وأضاف: "مع بداية عملية كاسر الأمواج، التي بدأت بعد موجة العمليات النضالية في مارس 2022 تبين واقع جديد– قديم في شمال الضفة الغربية، ففي السنوات الأخيرة دخلت كميات هائلة من الأسلحة إلى مخيمي جنين ونابلس، بحسب تقديرات جيش العدو، تقريباً كل بيت في الضفة الغربية يوجد فيه أسلحة نارية".
ولفت إلى أن ذلك تجلى بشكل جيد في العمليات العسكرية التي جرت شمال الضفة، حيث أطلق المئات من المسلحين بواسطة بنادق هجومية معيارية ومحلية الصنع النار على الجنود الذين دخلوا في نشاط كان يعتبر في السابق شبه روتيني.
"لقد أصبح مخيم جنين للاجئين، الذي كان أحد أشهر الأماكن في عملية السور الواقي، مرة أخرى مصيدة موت محتملة".
في حين، ترى الكاتبة والمختصة بالشأن السياسي، لمى خاطر أن الشباب الفلسطينيين عملوا لتكون المقاومة قائدة المرحلة.
وقالت خاطر في حديث لـ (الرسالة نت) إن الجيل الشاب بات يعى أهمية المقاومة في الضفة والقدس وخصوصا بعد معركة "سيف القدس" في مايو 2021، "وهو ما أكد على ضرورة الالتفاف الشعبي حول المقاومة".
كما أن هدم الروح التي تنتهجها السلطة بإجراءاتها المختلفة والتنسيق الأمني دفع بالكثير من الشبان للبحث عن قيادة تمثل الحالة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.
وشددت خاطر على أهمية استمرار المقاومة التي لم تكن لتبقى لولا الحاضنة الشعبية التي تلقاها.