الرسالة نت – أيمن الرفاتي
إثر دخول الأحداث المتصاعدة في مصر أسبوعها الثالث، لازالت تلقي بظلالها على المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يعتبر معبر رفح بالنسبة له الرئة الوحيدة، فالعشرات بل المئات منهم يتلقى العلاج في المستشفيات المصرية والخارجية بشكل شهري.
فمنذ بداية الأزمة أعلنت السلطات المصرية عن اغلاق ميناء رفح البري لإشعار آخر ولم تسمح بدخول أو خروج أية شخص حتى وان كان من الحالات الانسانية التي كانت تعالج في المستشفيات المصرية.
وأشار تقرير لوكالة "إيرين" التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لوجود شعور بالقلق لدى الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بشأن أكثر من ألف مريض يخرجون شهرياً لتلقي العلاج الخاص والعاجل في الخارج.
وأكد التقرير أن الناس في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى المواد الانسانية والطبية وبصفة أساسية الإمدادات التي تصل عبر قوافل المساعدات الدولية المقدمة من الدول العربية والأوربية والمتضامنين.
وأضاف التقرير :" ويمكن أن يكون لفتح معبر رفح، المعبر الوحيد على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والسماح بإدخال الإمدادات الإنسانية إلى غزة تأثير مباشر على سبل عيش 1.5 مليون فلسطيني يعيشون هناك، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة ومسؤولين في الحكومة الفلسطينية".
واشتكى عدد من المرضى المحولين للأراضي المصرية من انتهاء صلاحية تحويلاتهم لمصر بسبب استمرار اغلاق معبر رفح، فيما أشار بعضهم إلى أنهم تأخروا عن عمليات كان من المقرر أن تجرى لهم خلال الأسبوعين الماضيين.
مباحثات فلسطينية
من جهته دعا جبر وشاح نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، المرضى الذين لم يتمكنوا من عبور معبر رفح للعلاج في المستشفيات المصرية التوجه للمركز بشكل عاجل لتباحث تحويلهم لمستشفيات الضفة الغربية واسرائيل.
وشدد على أن المركز يقدر الظرف السياسي الذي تمر به الشقيقة مصر, مؤكداً أن قضية المرضى في غزة سيتم تباحثها مع الجنة الدولية للصليب الأحمر وخاصة تلك الحالات التي تنتظر فتح معبر رفح لإكمال علاجها واجراء العمليات الجراحية.
وأشار وشاح في حديثٍ خاص لـ"الرسالة نت" إلى ان المركز الفلسطيني سيتباحث قضية المرضى الذين لا يمكن تحويلهم للعلاج في الضفة واسرائيل مع الصليب وخاصة المرضى الذين يمكن أن يتم اعتقالهم أو التحقيق معهم من الجانب الاسرائيلي.
وبين أن نقل المرضى - الممنوعين من السفر عبر معبر بيت حانون- للعلاج في المستشفيات المصرية سيكون على عاتق الصليب الأحمر الذي تتمثل مهمتها في مثل هذه الظروف والحروب.
وطالب وشاح بضرورة ايجاد تدخل انساني لحل قضية المرضى المحولين إلى مصر, داعياً الصليب الأحمر لتحمل مسئولياته تجاه مرضى قطاع غزة.
قلق كبير
من جهته أكد أسامة البلعاوي مدير العلاقات العامة والاعلام لـ"الرسالة نت" أن الوزارة تنظر لهذه القضية بقلق شديد, مشيراً إلى أن الوزارة تقوم حالياً بعملية احصاء للمرضى المحولين لمصر لإيجاد حل فاعل لقيتهم.
وأشار إلى أن هذه القضية يتم تباحثها مع الوزير الدكتور باسم نعيم ومع مدير المستشفيات في قطاع غزة الدكتور مدحت محيسن لإيجاد حل عاجل وسريع لهؤلاء المرضى.
وشدد على ضرورة وجود تحرك دولي انساني لنقل المرضى لأماكن يمكنهم تلقي العلاج المناسب بها وخاصة مرضى السرطان الذين لا يوجد لهم علاج مناسب في قطاع غزة.
تحويل للضفة
من ناحيته شدد الدكتور بسام البدري مدير دائرة العلاج في الخارج التابعة لحكومة رام الله على استعداد دائرته لتحويل كافة المرضى الذين يحملون تحويلات للمستشفيات المصرية للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية واسرائيل.
وأشار إلى أن التحويلات مستمرة للضفة الغربية واسرائيل دون معيقات تذكر, مؤكداً أن التحويلات لمصر ستستأنف في وقت لاحق، مشدداً على ضرورة عدم تسيس قضية المرضى في قطاع غزة بما يؤثر على العلاقة مع مصر.