عدت شخصيات مقدسية، مسيرات المثليين في البلدة القديمة، بمنزلة محاولة (إسرائيلية) بائسة لتغيير وجهها الحضاري.
وسمحت سلطات الاحتلال بتنظيم مسيرة دعا لها المثليون؛ لاقتحام البلدة القديمة في القدس، صباح اليوم الخميس.
المسيرة جاءت بعد يوم من إعلان الاحتلال عن تشكيل لوبي من الكنيست، يهدف للمسارعة في تهويد المسجد الأقصى، وبعد أيام قليلة من عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الشهري أسفل المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت شخصيات مقدسية لـ"الرسالة نت"، أن هذه المسيرات تأتي في سياق جهود الاحتلال الرامية لتهويد القدس والبلدة القديمة.
حربا ضروسا
بدوره، قال نائب مدير عام الأوقاف ناجح بكيرات، إن الاحتلال يشن حربا ديمغرافية وحضارية ضارية في البلدة القديمة، تستهدف تغيير وجهها.
وأكد بكيرات لـ"الرسالة نت" أن هذه الحرب تستهدف جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية، بهدف المدينة واضفاء الطابع اليهودي، والتخلص من الوجود الحضاري الإسلامي العربي في مدينة القدس.
وبما تمثله البلدة القديمة تهويد من عمق حضاري لمدينة القدس، فإن عملية الاستهداف تشمل تطويق البلدة وفصلها عن محيطها في القدس بشكل كامل، بحسب بكيرات.
يشير بكيرات، إلى وجود هجمة مكثفة في هذه المرحلة تقودها حكومة الاحتلال، ولم تعد تقتصر على جهود العصابات التهويدية.
ويؤكد أن استهداف البلدة القديمة يعني المرحلة الحاسمة لنسف المسجد الأقصى المبارك واقتطاعه نهائيا عن عمقه في مدينة القدس.
رسم استراتيجي!
من جهته، أكد فخري دياب الناشط المقدسي، أن الاحتلال (الإسرائيلي) لديه مشروع مرسوم استراتيجيا في القدس يسعى لتنفيذه منذ عام 1967، وهو تهويد المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي.
وبين دياب أن المستوطنين يعتبرون أن قبة الصخرة هي مكان هيكلهم، وكانوا يطالبون بتخصيص موقع لأداء صلواتهم التلمودية، أما الآن فهم يريدون قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان ورصد لها خراج مصر لمدة أربع سنوات.
ولفت إلى أن الاحتلال لم يستطع تنفيذ مخططاته التهويدية في السابق؛ لكنه لم يتراجع عن مخططاته.
وأوضح أن الاحتلال يحاول ترجمة مشروعه عبر إغراق البلدة القديمة بالسياحة اليهودية والسياح والمستوطنين، وآخرها مسيرة المثليين؛ لإظهار وجه تهويدي مختلف تماما عن الوجه الحضاري للقدس.
وذكر دياب أن هذه المسيرات لا تنفصل عن المحاولات الرامية (الإسرائيلية) لثبيت وهم ضم الجزء الشرقي من المدينة.
وأوضح أن الاحتلال عنده قراءة سياسية الآن بأن الواقع العربي ملائم لتنفيذ هذا المشروع، ولم يتبق إلا المقاومة التي تحاول تعطيل مخططاته.
تهويد ممنهج!
من جانبه، أكد د. جمال عمرو المختص في الشأن المقدسي، أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة تقتحم المسجد الأقصى، وتنهتك قدسيته وفق برنامج سياسي تخطه حكومة الاحتلال الفاشية.
وقال عمرو لـ"الرسالة نت"، إن الاحتلال مستمر في محاولة تهويد الأقصى المبارك، معتبرا أن اجتماع حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بالقرب من المسجد قبل أيام، وتشكيل لوبي يهودي من الكنيست، ومسيرة المثليين، يدل على أن الاحتلال من رأس الهرم إلى أدناه يسير في برنامج تهويد المسجد الأقصى.
وأوضح أن البلدة القديمة باتت تمثل رأس الاستهداف؛ ليسهل على الاحتلال تطويق المسجد الأقصى المبارك.
وذكر عمرو أن مجمل المشاريع الاستيطانية الكبرى والأنفاق تستهدف السطو الكامل على البلدة، كما أن مشاريع الترحيل والهدم تستهدف البلدة بشكل مكثف لتغيير الوجود الديمغرافي فيها.
وأكد أن المرابطين في المسجد الأقصى يدافعون عنه ويفشلون مخططات الاحتلال التهويدية بحقه، داعياً الأمة العربية والإسلامية لأن تدافع عن المسجد، وأن توفر كافة سبل الدعم لتعزيز صمود المقدسيين والمرابطين.