تتسارع مشاريع الاحتلال التهودية في مختلف أحياء وشوارع مدينة القدس المحتلة، ضمن محاولات السيطرة وسرقة الأرض وتغيير الديمغرافيا لصالح الرواية اليهودية الرامية للسيطرة الكاملة على المدينة.
وتواجه بلدة سلوان عاصفة تهويد واستيطان غير مسبوق بعد إتمام الجسر المعلّق، والبدء في مشروع القطار الهوائي "تلفريك" إمعانا في العدوان والتهويد.
ويعمل الاحتلال بالتعاون مع جمعياته الاستيطانية على مسح الوجود العربي وتصفيته بشكل كامل في هذه الأحياء، وإقامة مشاريع تهويدية مثل "التلفريك"، والأنفاق والجسور والقبور الوهمية والمسارات التلمودية، وصولًا لخنق المسجد الأقصى ومحاصرته، وإغلاق الأفق والمشهد العام أمامه.
وبعد إقرار حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة للموازنة العامة، حولت 41 مليون شيكل كميزانية إضافية لصالح نشاطات الجمعية الاستيطانية، بهدف تهويد سلوان، وطرد أهلها والاستيلاء على منازلهم.
ويؤكد المختص في الشأن المقدسي الدكتور حسن خاطر، أن الاحتلال يكثف من جهوده ومشاريعه التهويدية بالذات فيما يعرف بمنطقة الحوض المقدس ويضم سلوان وجنوب وشمال الأقصى، من ضمنها مجدية داوود في وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى.
ويوضح خاطر في حديثه لـ (الرسالة) أن أبرز تلك المشاريع (التلفريك) والحدائق التوراتية ومشاريع في قلب سلوان وعين سلوان والعديد من البؤر الاستيطانية والتي تم السيطرة عليها وعقارات وبنايات ويسكنها المستوطنين في راس العامود.
ويبين أن هناك تكثيفا خطيرا ويزداد الوجود الاستيطاني في قلب أحياء المدينة المقدسة والمناطق العربية وهناك قرارات خطيرة لهدم مناطق كاملة مثل حي البستان وبطن حي الهوا في البلدة القديمة ومشاريع كثيرة في مقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسفية إلى الشمال من باب الاسباط والاستيلاء على آلاف الدونمات.
ويشدد خاطر على أن التهويد يسير بخطى سريعة وغير مسبوقة ويلف البلدة القديمة والقصور الأموية والتي هي آثار إسلامية خالصة باعتراف الاحتلال نفسه، بدأ بتهويدها عبر إقامة مطار الهيكل وإقامة احتفالات دينية فيها للمستوطنين.
إضافة الى المشاريع التي تقام في الجهة الجنوبية من ساحة البراق ولتوسيعها والتي يعتبرونها المكان الأكثر قداسة في العالم، وفق خاطر.
ويشير إلى أن الاحتلال يريد أن يصنع من القدس عاصمة موحدة له وهي حرب حقيقية يشنها على كل المستويات حتى داخل حي القصبة بالقدس فهناك أكتر من 90 عقار يسيطر عليها الاحتلال وتحولت لمراكز لمنظمات الهيكل.
ويشير إلى أن هناك حربا شعواء في الأزقة والطرقات وتم تغيير حجارة البلدة القديمة بالقدس والمؤامرة كبيرة وما يجري ليس عملا عشوائيا إنما منظم وفق سياسات وخطوات محددة.
ويعتقد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، أن سلوان لها نصيب الأسد من الاستهداف الصهيوني، كونها ملاصقة للأقصى والبلدة القديمة من الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية، والأكثر كثافة سكانية، وتحوي كنزًا من الآثار العربية والإسلامية والمسيحية الشاهدة على هوية القدس وعروبتها.
ويؤكد أن حكومة الاحتلال بكل أذرعها التهويدية تشن حربًا بلا هوادة على هوية القدس وتاريخها العريق، لأجل خلق واقع جديد ومشهد مزور بصبغة يهودية تطغى على المشهد الحضاري والمعماري العربي والإسلامي الحقيقي للمدينة المحتلة.
ويوضح أن الدعم المالي لأنشطة "إلعاد الاستيطانية" يستهدف استكمال تنفيذ المرحلة الثالثة مما يُسمى مخطط "شاليم" للحفريات، بهدف الكشف عن مواقع أثرية في سلوان، وتعميق الحفريات فوق الأرض وتحتها.
ويشير إلى أن جزءا من الميزانية لحكومة الاحتلال يستهدف استكمال سيطرة الجمعية الاستيطانية على بلدة سلوان، وتكثيف الحفريات والأنفاق والحدائق التلمودية فيها، وترسيخ الوجود اليهودي، وتحديدًا في محيط باب المغاربة والأقصى من الناحية الجنوبية.
ويلفت إلى أن الاحتلال يسعى لاستكمال ما يُسمى مرافق الهيكل، باعتبارها خطوة متقدمة نحو بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى، وخاصة بعدما قطع شوطا كبيرا بإقامة هذه المرافق في منطقة القصور الأموية وعين سلوان.