تعتبر وحدة الساحات أكثر ما يقلق (إسرائيل) في الوضع الراهن، وهو ما دفعها للبحث عن آليات واستراتيجيات تعمل على تحييد الجبهات دون الوصول لحرب شاملة.
وتتخوف (إسرائيل) من اليوم الذي تبدأ tdi حرب من عدة جبهات وبساحات موحدة ضد دولة الكيان، وهو ما يعني أن الكثير من المتغيرات ستحدث.
ووفق مختصين، فإن محور المقاومة يعمل بكل قوته للإعداد بما يؤكد وحدة الساحات، وصولا للمعركة الكبرى مع الاحتلال.
الهاجس الأكبر
وفي خبر ترجمه محلل الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات اجتمع مجلس الوزراء السياسي - الأمني مساء أمس في (الحفرة) في منطقة الكيريا في تل أبيب لتقييم الوضع خلال مناورة الضربة القاضية التي يختبر فيها جيش العدو (الإسرائيلي) قدرته على القتال في عدة ساحات وفق سيناريوهات مختلفة، مع التركيز على الساحة الشمالية.
وقال رئيس وزراء العدو في بداية الجلسة: "الواقع في منطقتنا يتغير بسرعة - وأضاف "نحن لسنا صامتين، نحن نعدل عقيدة حربنا وخياراتنا في العمل وفقًا لهذه المتغيرات، ووفقًا لأهدافنا التي لا تتغير".
وتابع: "نحن ملزمون بالعمل ضد النووي الإيراني، وضد الهجمات الصاروخية ضد (إسرائيل)، وضد إمكانية وحدة الساحات، ما نسميه مواجهة متعددة الساحات.
بدوره، أكد الكاتب والمختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أن معركة وحدة الساحات أصبحت الهاجس الأكبر أمام الاحتلال والتحدي الذي من الصعب إيقافه.
وقال العقاد في حديث لـ (الرسالة نت): "الاحتلال عاش وحدة الساحات خلال معركة سيف القدس، وهو أقل حدة مما هو قادم".
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل حاليا على تجنب أي مواجهة كبيرة مع المقاومة خوفا من تدحرج الأمور نحو معركة موحدة من عدة جبهات.
وأضاف: "لا شك أن معركة وحدة الساحات قادمة، وربما يصعب توقع موعدها، إلا أن حدوثها سيكون مفاجئا وصاعقا على الاحتلال".
ولفت العقاد إلى أن معركة سيف القدس التي استمرت 11 يوما، أكدت أن هناك هدفا موحدا تتم المقاومة من أجله وهي الأرض والقدس والأسرى، وذلك بعد سنوات من الإحباط.
وتحدث عن رد الفعل الكبير من أهلنا في القدس والضفة والداخل المحتل، والتي تمثل الخاصرة الرخوة لدولة الاحتلال، وهو ما كان له الأثر الأكبر على استمرار العمل بوحدة الساحات.
ويتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي)، رجائي الكركي، مع سابقه في أن وحدة الساحات تعتبر تحدي كبير لحكومة الاحتلال وتخوف يقلق الاحتلال.
وقال الكركي في حديث لـ (الرسالة نت) إن حكومة الاحتلال تواجه تحديات كبيرة، تمنعها من خوض معارك مع المقاومة وتعمل دائما على فتح جبهات محدودة في أماكن متفرقة.
وبجانب هاجس (وحدة الساحات) تعاني دولة الاحتلال عدة أزمات داخلية تزيد من التعقيدات التي تواجهها الحكومة، وهو ما يزيد من تخوفاتها من أي معركة مقبلة.
وأشار الكركي إلى أن ما حدث بمعركة (سيف القدس) واستنهاض فلسطينيي الداخل المحتل، دلل على وحدة الساحات، وكذلك إطلاق صواريخ من لبنان في شهر رمضان الماضي.
وفي تصريحات صحفية، رأى المتابع للشأن (الإسرائيلي)، سفيان جمجوم، بأن "أكثر ما يخشاه الاحتلال الآن أن تكسب استراتيجية سيف القدس المزيد من الساحات، وأن تؤدي لتآكل الردع لديه وتعاظم قوة المقاومة".
وقال جمجوم، إن "الاستنزاف المتدحرج عبر كل الساحات، أدخل الفعل (الإسرائيلي) الميداني في متاهة، فهو تارة يقرّر مهاجمة حماس وتجنّب الحرب مع حزب الله، وتارة أخرى ينكفئ في مواجهة حماس بزعم أنه حقّق الردع المطلوب، في وقت يعلو فيه صراخ (الإسرائيليين)، وسط تصدّع داخلي حول الانقلاب على القضاء".
وأعرب جمجوم عن اعتقاده أنه "يمكن للضفة أن تؤدي الدور الأساس المنوط بها في مراكمة قوتها، بما يمكّنها من القدرة على خلق حالة ثابتة من المقاومة، واستنزاف المحتل ولو بالحد الأدنى، وأن تضع كامل خططه وبرامجه الأمنية في ضباب ميداني.