على ضوء المشروع المتطرف المقدم لتقسيم الأقصى

شخصيات مقدسية: الخطوات العملية لهدم الأقصى في مراحل متقدمة!

الرسالة نت - محمود هنية

أكدت شخصيات مقدسية، أن إجراءات وخطوات الاحتلال العملية لهدم المسجد الأقصى، تجاوزت الإطار التنظيري والسياساتي؛ لصالح تقدم المراحل العملية في ضوء الإجراءات الأخيرة من تقديم مشاريع تقسيم الأقصى وتشكيل لوبي من الكنيست، واجتماع الحكومة الصهيونية في الأنفاق أسفل المسجد الأقصى.

وأوضحت شخصيات مقدسية لـ"الرسالة نت" أن الهدف من هذه المشاريع، هو تهيئة الظروف والبيئة؛ لمرحلة الحسم في عملية التهويد للمسجد الأقصى، وتغيير هويته وطابعه الحضاري والتاريخي.

وبدأ مؤخرا عضو كنيست الاحتلال "عاميت هليفي" ببلورة خطة لتقسيم المسجد الأقصى، تتمثل في السيطرة على قبة الصخرة وتحويلها إلى مكان للمستوطنين بالإضافة للمنطقة الشمالية من باحات الأقصى.

كما تشمل الخطة السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى عبر جميع البوابات وعدم الاكتفاء بباب المغاربة، بالإضافة إلى إلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى وإلغاء أي مكانة للأردن على الأماكن المقدسة.

 مراحل متقدمة!

بدوره، أكدّ ناصر الهدمي رئيس الهيئة المقدسية لمواجهة التهويد والتهجير، أنّ هذا المشروع ينطوي على خطورة عالية وهي الانتقال من المرحلة النظرية لهدم المسجد الأقصى، لحسم المرحلة العملية في هذا الإطار.

وقال الهدمي لـ"الرسالة نت" إنّ هدم الأقصى هو جوهر إقامة الكيان؛ لكن ما يجري الآن هو الوصول لحلقة متقدمة من تنفيذ هذا المشروع، استغلالًا للظروف التي يمر بها شعبنا في الداخل والخارج، ومآلات انشغالات وظروف البيئة الإقليمية العربية والإسلامية.

وأوضح أن هذه الخطوات شجعت الاحتلال؛ ليتقدم في تنفيذ ما كان مطروحا في الفكر الصهيوني والنظرية السياسية للحركة اليهودية.

الهيئة المقدسية لمواجهة التهويد: اعلان مرحلة التقسيم تعدّ مرحلة متوسطة للسيطرة على قبة الصخرة

وبيّن الهدمي أنّ طرح المشروع على الكنيست، يعني من الناحية العملية تطبيع وتهيئة الظروف لعملية الهدم في مراحل قريبة.

وأضاف: "الهدف اليوم هو تهيئة الأجواء لتقبل الأفكار المجنونة، والتعامل معها على أنها أمر واقع في المرحلة القادمة، خاصة في ظل وجود مخططات وأدوات جاهزة للتنفيذ".

وذكر أن اعلان مرحلة التقسيم تعدّ مرحلة متوسطة للسيطرة على قبة الصخرة، وصولا للمرحلة المتقدمة وهي الهدم والتدمير في المناطق التي يسعى الاحتلال لاستقطاعها من مساحات المسجد الأقصى.

تهديد الهوية!

من جهته، قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية د. حسن خاطر، إنّ خطوات قليلة تبعدنا عن تنفيذ المشروع الصهيوني الكبير الذي يستهدف هوية المسجد الأقصى المبارك وإزالته، وهو التحدي الخطير الذي يواجهه المقدسيون.

الهيئة الإسلامية المسيحية: خطوات قليلة تبعدنا عن تنفيذ المشروع الصهيوني الكبير الذي يستهدف هوية المسجد الأقصى المبارك

وبيّن أنّ الاحتلال بدأ مؤخرا في ترجمة خطته التاريخية، عبر سلسلة خطوات شرع في الإعلان عنها من قبيل تشكيل اللوبي اليهودي بالكنيست، وعقد الاجتماعات الرئيسية للحكومة أسفل أنفاق المسجد الأقصى.

وذكر خاطر أنّ هذه الأجواء تستهدف تهديد هوية ووجود المسجد الأقصى المبارك، وجعله فريسة تفترسه ذئاب الحكومة وعصاباتها من كل اتجاه.

وأكدّ أن الجديد في هذه المرحلة يتمثل في المتغيرات الكبرى التي يعلن عنها اليمين المتطرف، والتي تستهدف حصر المسجد الأقصى المبارك في أقل مساحة ممكنة، والسيطرة الكاملة على مساحته وتحويلها إلى الجماعات اليهودية.

 استقطاع فعلي

من جانبه، أكدّ د. جمال عمرو الباحث والمختص في الشأن المقدسي، أنّ الخطوات التهويدية وصلت لمرحلة متقدمة من الناحية العملية للسيطرة على المسجد الأقصى، خاصة بعد استقطاع الاحتلال لمساحات من المسجد الأقصى في المناطق الشرقية والجنوبية وأجزاء من الغربية.

وقال عمرو لـ"الرسالة نت"، إن الاحتلال تجاوز فكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، إلى فكرة استقطاع جزء منه لصالح المستوطنين واليهود.

الخبير في الشأنّ المقدسي جمال عمرو: الخطوات التهويدية وصلت لمرحلة متقدمة من الناحية العملية للسيطرة على المسجد الأقصى

وأوضح أنّ الاحتلال عمل على استقطاع  المساحة المحيطة ببابي الرحمة والتوبة، وتصل مساحتها لـ12 دونم تقريبا، وتتواجد فيها أتربة تم إخراجها من المسجد المرواني أثناء ترميمه، واعتاد الاحتلال على منع المسلمين الوصول إليها، في الوقت الذي سمح فيها لمستوطنيه اقتحامها.

وبين عمرو، وجود مساحة يساوم الاحتلال على اقتطاعها سرًا وعلانية، وهي شمال قبة الصخرة، وهي المنطقة التي قدّم النائب المتطرف مخططه للسيطرة عليها، إذ يتواجد صفيح صخري يسمى بـ"قبة الأرواح"، تسيطر عليها قوات الاحتلال وأنشأت فيها مركزا للشرطة ويجري فيها تفتيش واسع.

وأضاف: "بات واضحًا الوصول لمرحلة متقدمة لبناء كنيس في هذه المنطقة، خاصة مع وجود مخططات هندسية جاهزة لتنفيذه"، مبينًا أن مساحة هذه المنطقة تبلغ تقريبا 12 دونما.

أمّا المسار الأخير في هذا الاقتطاع، فيتمثل بتغيير مسار وصول المستوطنين للمنطقة من باب المغاربة إلى الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة التي تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتحدث فيه تجريفا واسعا، تبعا لقوله.

وذكر عمرو أنّ هذه المساحة تتيح للمستوطنين الدخول للمكان من خارج أسوار القدس القديمة، تحت عنوان تجنب الصدام مع المسلمين، لكن في حقيقته الرغبة في السيطرة والاستحواذ على المكان.

وحذر من خطورة بناء مجسمات فاصلة تفصل أجزاء المسجد الأقصى بعضها عن بعض، تحت ذريعة هذا الاقتطاع.

البث المباشر