عند الساعة الواحدة ظهرا اقتحمت وحدات خاصة حارة الحشاشين في مخيم بلاطة جنوب نابلس، كانوا يرتدون الزي المدني، أطبقوا الحصار على منزل، ودفعوا بتعزيزات عسكرية، كانت عشرين آلية عسكرية أو يزيد.
سكان المخيم الذين يسكنهم العناد، ركضوا خلف الدبابات، باعة وشبابا، وأطفالا، وحتى صحافيين ينقلون الصورة من قلب الحدث.
حاصرت الدبابات منزل عصام الصلاج، أحد المطاردين المطلوبين بدون سبب للاحتلال، لم يكن المطلوب في منزله، ولم يكن والده أيضا، حاصروا الأطفال والنساء لساعة أخرى، ثم اتصل الجنود على الأب، وهددوه: "إن لم تسلم ابنك خلال نصف ساعة سوف نفجر المنزل".
لم يكترث الأب، لا فرق هنا في المخيم بين ابنك وحجارة المنزل، كلاهما بني من شقاء العمر: "إن كنتم تريدون تفجير المنزل، فجروه"، وهنا لم يكن الحجر بقيمة ابن ينتمي لكتيبة مخيم بلاطة، أبناء الكتائب يختلفون، يفديهم المخيم بما استطاع.
فجّر الاحتلال البيت بعد إفراغه من كل أفراد العائلة، ولم يهدمه الانفجار وحده، بل تصدعت البيوت المجاورة، تضررت البنى التحتية، تشققت الشوارع المقابلة، وبدأ الرصاص ينهمر فوق المزدحمين أمام الباب مختلطا بحجارة الردم.
جن الاحتلال وهو يبحث في الطرقات عن الصلاج، وبدأ بإطلاق الرصاص، سقطت تسع إصابات وأعلنت الطواقم الطبية عن ارتقاء الشهيد الشاب فارس حشاش، أحد الشباب المتواجدين في الشارع بعد إصابته بجروح بالرصاص الحي في الصدر والبطن والأطراف السفلية عقب وصوله مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس.
في هذه الأثناء، أعلنت (كتيبة نابلس) التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في بيان، عن تصدي مقاتليها في مجموعات بلاطة لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، حيث تم استهداف القوات الخاصة (الإسرائيلية) في حارة الحشاشين بالمخيم، والتي حاصرت منزل أحد المقاتلين.
ليست المرة الأولى التي يحاول الاحتلال فيها القضاء على الصلاج، هكذا قال والده أمام الصحافيين: "عرضت عليه السلطة قبل ذلك أن يسلم نفسه، لكنه لم يقبل، قال لي إنني سلكت طريقا لن أتركه، هددوني، قلت لهم ابني معي، واهدموا البيت لن أعود ولن أسلمه".
ومنذ بداية العام الحالي وحتى الآن، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 165 شهيدًا، من بينهم 39 على أرض محافظة نابلس بينهم شهيد من مدينة جنين، ومن بين الشهداء 12 من مخيم بلاطة، في المقابل طوال العام الماضي 2022، استشهد 33 فلسطينيًا على أرض محافظة نابلس.