قائد الطوفان قائد الطوفان

التقسيم الزماني والمكاني.. مُخططات (إسرائيلية) خبيثة للتهويد والسيطرة على القدس

الرسالة نت- القدس المحتلة

يُسابق الاحتلال (الإسرائيلي) الزمن، ويحاول استغلال أنصاف الفرص من أجل تنفيذ مُخططاته الخبيثة والعنصرية والتهويدية التي يطبخها في الليل والنهار، لفرض سيطرته على المقدسات. ويركز وجهته بشكل أكبر على المسجد الأقصى، الذي يتعرض يومياً للتدنيس والاقتحام والاعتداء على المصلين.

بدأ الحديث يدور هذه الأيام عن خطط جديدة "خبيثة" يجري التجهيز لها لفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.

 التقسيم الزماني: يعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأوقات أخرى لدخول اليهود، وفيه يتم اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والشهر والسنة بين اليهود والمسلمين.

 التقسيم المكاني: يعني تخصيص أماكن بعينها داخل المسجد الأقصى ليمارس المسلمون واليهود شعائرهم الدينية بعيداً عن التقسيم الزماني، وهذا التقسيم يهدف لتكريس وجود اليهود في المسجد الأقصى من ناحية، وتخصيص أجزاء ومساحات من المسجد يقطتعها اليهود ليحولوها لكُنُس يهودية لأداء صلواتهم فيها.
 
 أما عن خطة المستوطن "عضو الكنسيت عن حزب الليكود" "عميت هاليفي" فقد أعلن عنها قبل أيام، وأعدها مع أعضاء آخرين من حزبه لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود. والتي تتحدث عن حصول المسلمين على المصلى القبلي جنوباً وملحقاته المقدسة، في حين يحصل اليهود على المنطقة الوسطى والشمالية من المسجد، بما في ذلك مصلى قبة الصخرة؛ وهو المكان الذي كان الهيكل قائماً فيه (وفق الرواية اليهودية المزعومة). كما يقترح هاليفي في مسودة الخطة، "إزالة دور المملكة الأردنية الهاشمية في المسجد الأقصى، والبدء بعملية من شأنها إزالة المكانة السياسية التي اكتسبتها على مر السنين، كجزء من الاتفاقات مع الحكومات (الإسرائيلية).

الخطة قاسم مشترك يحظى بإجماع لدى الائتلاف الحاكم، ويأتي من منطلق تقسيم وتبادل الأدوار لأحزاب اليمين، والشخصيات الدينية والحاخامات، ومنظمات "الهيكل"، ضمن التنافس المحموم لديهم لتقسيم الأقصى. وما نشر حول الخطة يدل دلالة واضحة وقطعية أن الاحتلال يستهدف إعادة تعريف المسجد الأقصى وتخصيص مفهوم الأقصى بالجامع القبلي فقط.

هذه الخطة بفجاجتها وشكلها الوقح فعلياً تبين أن الاحتلال لا ينظر للمسجد الأقصى باعتباره مكاناً يمكن مشاركته حتى بالصلاة أو الزيارة (وفق مفهوم الاحتلال) بل يريد الاستفراد به واقتطاعه كما حدث في المسجد الإبراهيمي. وهي بمنزلة إشعال الشرارة الأولى لحرب دينية؛ كون "الأقصى عقيدة" للمسلمين في كل أنحاء العالم.

 الإجراءات الفعلية للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى بدأت عام 1967م فقد اقتحم آنذاك الجنرال الصهيوني "موردخاي جور" المسجد مع جنوده، ورفع علم الكيان الصهيوني على قبة الصخرة ومنع الصلاة فيه، كما صادر مفاتيح أبواب المسجد وأغلقه أسبوعًا كاملاً. وبعدها قررت المحكمة المركزية في الكيان أن لليهود الحق في الصلاة داخل الحرم.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى؛ أصبح الكيان الصهيوني يتحكم منفرداً في حركة الدخول والخروج من المسجد الأقصى، وأقفله أمام المصلين، قام خلالها بزيادة عمليات الحفر والتنقيب عن آثار الوجود اليهودي المزعوم في المسجد. لكن مع نهاية 2014م أخذ التقسيم منحى جديداً وخطيراً وعملياً، إذ لأول مرة منذ عام 1967م أغلقت قوات الاحتلال بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين.

هذا المخطط بمثابة عدوان صارخ على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم وهو تعبير عن صلف وتطرف حكومة الاحتلال". وهو مشروع خطير يعرّض الأقصى للضياع وفرض السياسة (الإسرائيلية) الاحتلالية عليه.

يتوجب على العرب والمسلمين أن يتحركوا بشكل جدي وفاعل وحازم إزاء هذه الخطوة الخطيرة.

ومواجهة هذا المخطط بخطوات عملية تكبح هذه الهجمة الصهيونية الجديدة، بالمقاومة والعمليات النوعية واستنفار الأمة شعوباً ودولاً للوقوف عند مسؤولياتها تجاه أقدس مقدساتها، والخروج من حالة اللامبالاة الى الفعل المؤثر، وأول هذه الخطوات الوقوف صدّا منيعاً في وجه الموجه التطبيعية المتفلتة.

القدس والاقصى هما قلب الصراع وبوصلته ولا يجوز أن ينحرف نضالنا في اتجاه آخر.

 

البث المباشر