قائمة الموقع

مقال: في ذكرى هبة الكرامة

2023-06-18T21:01:00+03:00
أحمد منصور

في آذار/مارس الماضي، وضمن سلسلة الإجراءات التي يقودها وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير؛ فقد أعلن عن تشكيل "كتيبة من المتطوعين الصهاينة"، مهمتها كبح جماح أي ثورة وحراك في الداخل المحتل على غرار الأحداث التي شهدتها مدينة اللد المحتلة، والتي جاءت في أعقاب أحداث أيار/مايو 2021 ما عُرف حينها بـ" هبة الكرامة"، التي اندلعت إبان معركة سيف القدس.

في ذات السياق لا يمكن التغاضي عن شخص بن غفير كوزير متطرف يحاول بشتى الوسائل استهداف الوجود الفلسطيني..

يسكن في اللد اليوم قرابة 33 ألف فلسطيني، يشكلون 35% من سكان المدينة.. وكان خروجهم للشارع في 2021؛ حدث أضاء "باللون الأحمر" أروقة مخابرات الاحتلال.. معلناً ذلك بالتطور الخطير وغير المسبوق، واعتقل على أثرها أكثر من 300 فلسطيني، واستشهد شاب آخر، وأصيب العشرات بجراح.

خطوة بن غفير تأتي في إطار استهداف الوجود الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، والخوف من انخراط فلسطيني الداخل، وتعاطيهم مع القضايا الوطنية، والمحطات الكبرى مثل معركة سيف القدس، والخوف من أن يشكلوا أداة ضغط على حكومة الاحتلال خلال الأزمات والطوارئ.

ولا يمكن إغفال أن خطة تشكيل هذه الكتيبة نابع من استشعار إسرائيلي بخطورة جبهة فلسطيني الداخل، ومدى تأثيرها على الأمن القومي للكيان في حال خروجها عن السيطرة.

أما أفراد عناصر الكتيبة الإرهابية؛ فهم عناصر سبق أن أدوا الخدمة العسكرية في الجيش، وسيُلقى على عاتقهم العمل كقوة شرطية مساندة، لمضاعفة أعداد الشرطة في حال وقوع أي توتر تكون فيه حكومة الاحتلال منشغلة بتحييد تهديد خارجي، ولا ترغب أن يشكل عرب الداخل أي أداة ضغط إضافية أخرى، تتحمل حكومة الاحتلال تبعات انجراراها وتساوقها مع الأحداث الوطنية.

واليوم وبعد مرور نحو عامين على أحداث هبة الكرامة؛ وفي إطار توحد الجبهات الذي كان قد أُعلن عنه مؤخرًا بعد مشهد الاعتداء على المرابطين في الأقصى ليلة الخامس من أبريل الماضي في رمضان..

وعطفًا على ما تقدم من معطيات، فيمكن القول إننا قد نشهد تدخلًا محدودًا، يتمثل عبر اندماج فلسطيني الداخل ولو -بشكل غير مباشر- مشكلًا جبهة جديدة تنضم لوحدة الجبهات.

فقد سجلت هبة الكرامة بصماتها لدى أروقة الأمن الإسرائيلية، معلنة تخوفات إسرائيلية، لا تزال حاضرة بقوة رغم كل محاولات تطويقها، وستظل خطر محتمل وقائم على الحالة الداخلية الإسرائيلية.

وكما سجل الفلسطينيون في الداخل المحتل، حضورًا أرعب إسرائيل في سيف القدس، سنشهد التحامًا لفلسطيني الداخل مع قضايا شعبنا الوطنية.. فهم بمثابة النار المدفون تحت الرماد.. حال تدحرج الأمور، واندلاع حرب "متعددة الجبهات" تكون فيها جبهة الداخل.. الخنجر في خاصرة الكيان.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00