انسحبت قوات الاحتلال من مخيم جنين، بعد اجتياح استمر لساعات عديدة، استُشهد فيه خمسة فلسطينيين؛ بينهم طفل، وأُصيب العشرات اليوم الاثنين، في اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال أثناء اقتحامها المخيم، أسفرت أيضًا عن إصابة 7 جنود (إسرائيليين)، وإعطاب آليات عسكرية.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، اليوم، إن عملية سحب 5 آليات عسكرية على الأقل تضررت جراء استهدافها بعبوات ناسفة في جنين "سيستمر لعدة ساعات، تحت إجراءات أمنية مشددة".

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هِغري، في تصريحات صحفية نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، بأن "عمليات الجيش في جنين تحت السيطرة". مؤكدًا أنه "تم استدعاء قوات إضافية للمساعدة في سحب الآليات العالقة".

ونوه "هِغري" إلى أن "القوات الجوية تعمل أيضًا في المنطقة".

وأجرى رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، تقييمًا للوضع الميداني، بمشاركة "قائد المنطقة الوسطى" في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، "للتأكد من أن توفر كل الموارد اللازمة لقواته على الأرض".

وعزز جيش الاحتلال قواته واستقدم آليات ووحدات عسكرية لمدينة جنين والمنطقة المحيطة بها، للمساعدة في عملية سحب الآليات العالقة في جنين وتأمينها.

وذكر جيش الاحتلال أن ناقلة جند من طراز "بانتير" تعطلت بعد تعرضها لانفجار عبوة ناسفة زُرعت في الطريق الذي انسحبت منه قواته التي نفذت عمليات اعتقال في جنين فجر اليوم.

وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال، إلى أن جيش الاحتلال يتحقق مما إذا كان الجزء السفلي من الآلية كان مصفحا أم لا.

وأردف: "بعد انفجار العبوة الناسفة مباشرة، بدأ إطلاق النار باتجاه الآلية". مبينًا: "هناك ما بين 5 إلى 7 آليات عسكرية عالقة في جنين، والقوات تعمل على سحبها ويتم العمل على إنقاذها بمساعدة مُسيرات هجومية".

وتابع: "نحن نستعد على الدوام لعمليات في شمال الضفة عند الضرورة. عندما تتوفر لنا معلومات سننفذها، لسنا بحاجة لاحتلال جنين، لدينا حرية عمل في المنطقة واستخبارات جيدة".

واستدرك: "لسنا بحاجة لاحتلال جنين، لدينا حرية التصرف في الفضاء والذكاء الجيد، عندما تكون هناك معلومات سنفعلها. في شمال الضفة هناك احتكاك أكبر بسبب المسلحين والمتفجرات في المنطقة".

وأفادت وزارة الصحة في آخر تحديثٍ لها وصل "الرسالة نت" بارتقاء 5 شهداء وإصابة 66 آخرين، بينهم 18 بحالة حرجة وخطيرة و16 متوسطة و32 طفيفة.

ونوهت إلى أن الشهداء هم: أحمد يوسف صقر (15 عامًا)، خالد عزام عصاعصة (21 عامًا)، وقسام فصيل أبو سرية (29 عامًا)، وقيس مجدي جبارين (21 عاما)، والشهيد الخامس ما زال مجهول الهوية.

وتوزعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ الصباح على مستشفيات: جنين الحكومي (شهيد طفل و38 إصابة)، الرازي (شهيد وإصابة حرجة بالرأس)، وابن سينا (شهيدان و27 إصابة)، ومن بين الإصابات حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وجراء السقوط أثناء ملاحقة الاحتلال لهم.

 تفاصيل الاجتياح

تسللت قوة (إسرائيلية) خاصة فجر اليوم  منطقة حي "الجابريات" ومحيطه على أطراف مخيم جنين لاعتقال مطلوبين لديها، وعند اكتشاف أمرها تعرضت لإطلاق نار كثيف، تطوّر لاحقًا إلى اشتباكات عنيفة.

ولاحقًا دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة ومئات الجنود إلى مدنية جنين ومخيمها لإنقاذ القوة أثناء انسحابها، ونقل مراسلنا عن شهود عيان أن الاحتلال نشر قناصته فوق بعض المنازل.

ودارت مواجهات عنيفة في مناطق عدة، أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي، وقنابل الصوت، والغاز السام، ما أدّى إلى لوقع 3 شهداء وإصابات في صفوف الفلسطينيين.

وعرقلت قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين في جنين، وأشار "الهلال الأحمر" الفلسطيني إلى أن مركبة إسرائيلية عسكرية صدمت سيارة إسعاف فلسطينية بشكل متعمد لمنع وصولها لإنقاذ المصابين.

ولأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، قصفت مروحيات إسرائيلية مناطق مفتوحة في مخيم جنين، وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال استخدم طائرة من نوع "أباتشي" بالقصف.

وادعى جيش الاحتلال أنه استهدف فيها مقاومين شكلوا "خطرًا حقيقيًا" على جنوده، بينما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن جيش الاحتلال استدعى مروحية لتأمين عملية إخلاء الجنود المصابين من الجو.
 

إصابة 7 جنود في كمين محكم..

وعن خسائر الاحتلال، أصيب سبعة جنود (إسرائيليين) صباح اليوم في تفجير عبوات ناسفة شديدة الانفجار في مخيم جنين أثناء الاقتحام الذي لا يزال مستمرًا حتى اللحظة.

وأظهرت فيديوهات تفجير عبوات ناسفة أدت لإعطاب آليتين، إحداهما ناقلة جند مصفحة من طراز "فهد"، ما أدى لإصابة 7 جنود، وجرى نقلهم إلى المستشفى بمروحيات خاصة.

وأكد جيش الاحتلال في بيانٍ له، إصابة خمسة جنود في وحدة "دوفدوفان - المستعربين"، وجنديين آخرين من الجيش، إثر تفجير آليات عسكرية له، مشيرًا إلى أن جراحهم تراوحت ما بين متوسطة وطفيفة.

ونبّهت إذاعة جيش الاحتلال، والمعلق العسكري لموقع "واللا"، أمير بخبوط، إلى أنّ المقاتلين في جنين استخدموا عبوات ناسفة شديدة الانفجار وغير اعتيادية.

ويفحص جيش الاحتلال إن كانت هذه العبوات قد وُضعت قبل وقت من الاقتحام، أو بعد اكتشاف المقاتلين للقوة الخاصة، وكيف علم المقاتلون بطريق انسحاب الجيش بعد انتهاء العملية.

في غضون ذلك أعلنت كتائب القسام في مخيم جنين، أن مقاتليها أوقعوا قوات الاحتلال في كمين محكم خلال اقتحامها مخيم جنين فجر اليوم.

وأكدت "القسام" في بيانٍ لها أنهم "أمطروا القوات بوابل من العبوات المتفجرة وزخات كثيفة من الرصاص" ما ألحق إصابات محققة وخسائر في صفوف الجنود.

كما أعلنت كتيبة جنين – سرايا القدس أن عناصرها اشتبكوا مع قوات خاصة للاحتلال تم اكتشافها في حيّ الجابريات بمخيم جنين، مشيرةً إلى أنّهم أطلقوا النيران صوب طائرة مروحية حلقت في الأجواء وأجبرتها على التراجع.

حداد وتأجيل امتحان التوجيهي..

وعلى إثر الأحداث الجارية في جنين أعلنت وزارة التربية والتعليم، تأجيل اختبارات الثانوية العامة (التوجيهي) اليوم في مدينة جنين؛ لجميع الفروع.

إلى ذلك أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة، الإضراب الشامل حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في جنين اليوم، داعيةً للتوجه إلى كافة الحواجز ونقاط الاشتباك مع الاحتلال رفضا لجرائمه.

صور من الاجتياح