سلطة فتح تواجه السقوط بعد ثورة المصريين

الرسالة نت - رامي خريس                      

يحبس قادة حركة فتح وسلطة رام الله أنفاسهم منذ اندلاع الثورة المصرية ، يتابعون أحداثها بخوف شديد من مستقبل يُعتبر قاتماً بالنسبة لهم ، فسقوط الرئيس حسني مبارك أو نظامه أو على الأقل ما يمكن أن يصيبه من ضعف وتراجع سينعكس بشكل مباشر عليهم بل وعلى وجودهم من أساسه.

هذا ما نقله مقربون عن الطيب عبد الرحيم الذي قال : "إذا رحل النظام في مصر رحلنا، ولن يبقى وجود للسلطة الفلسطينية" .

عبد الرحيم لم يكن مبالغاً فيما قال فإن النظام المصري الحالي وتحديداً رئيسه حسني مبارك شكل غطاءً لتوجه سلطة فتح طوال الفترة الماضية لاسيما بعد تولي محمود عباس رئاسة السلطة خلفاً للرئيس الراحل ياسر عرفات ، وقرر أن يمضى مرة اخرى في مفاوضاته مع الاحتلال ، فكانت شرم الشيخ محطة دائمة لعباس للتشاور مع مبارك والحصول منه على دَفعة للاستمرار مجدداً مهما كانت التنازلات في ظل التعنت الاسرائيلي المتواصل.

انحياز

والدعم اللامحدود من مبارك لعباس لم يقتصر على منحه غطاءً للمفاوضات فقط بل ذهب الى أبعد من ذلك في محاولة الالتفاف على حماس وفوزها في الانتخابات التشريعية ، وانحياز نظام مبارك اللامحدود لحركة فتح على حساب حركة حماس فيما يتعلق بموضوع المصالحة ، وما جاء في الورقة المصرية مثل أهم محطات الانحياز السافر والذي تضمن أيضاً محاولة للالتفاف على شرعية المقاومة الفلسطينية.

ورداً على صمود حماس واصرارها على التمسك بالحقوق الفلسطينية كاملة ، وعدم رضوخها للشروط التي تنتقص من فوزها بالانتخابات شاركت القاهرة وبالتنسيق مع عباس وسلطته في الحصار المفروض على القطاع وأغلقت معبر رفح الحدود ولم تفتحه بشكل جزئيا إلا بعد الحرج الذي تعرضت له بعد مجزرة اسطول الحرية.

تواطؤ

وبلغت ذروة ممارسات النظام بتواطؤه في الحرب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة نهاية عام 2007 وهي التي أطلقت عليها حركة حماس "حرب الفرقان" ، فقد أعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية في حينه الحرب من القاهرة أثناء مؤتمر صحفي عقدته مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي هدد الفلسطينيين اكثر من مرة بأنه سيكسر أرجلهم إذا دخلوا الأراضي المصرية.

وكان للمخابرات المصرية بقيادة  اللواء عمر سليمان محاولات حثيثة لإقناع حماس بالاستسلام أثناء الحرب وسعى لإخافة الحركة وقادتها من جبروت القوة الاسرائيلية .

وسليما نفسه كان يحاول الضغط على الحركة في صفقة شاليط بحيث تسلم الجندي الاسرائيلي بأبخس الأثمان وقد كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية عن تعهده للإسرائيليين بأنه سيعمل على معالجة الملف بطريقته ، وكل ذلك على ما يبدو خوفاً من ان تحقق حركة حماس نقاطاً لصالحها على حساب حليف النظام المصري محمود عباس.

وهكذا كان النظام المصري يساند محمود عباس وسلطته في تنازلاتها وممارساتها ، بل ودعم قوتها مقابل معارضيها ، وهنا يؤكد المراقبون أن انهيار النظام المصري أو تأثره بثورة الشعب المصري سيكون لها نتائج وخيمة على السلطة الذي تحاول أن تهمل الحديث عن الحالة المصرية الحالية ، بل ان تلفزيونها الرسمي الذي يبث من رام الله يتجاهل اخبار الثورة المصرية من شدة خوفه ووجله مما تحمله الايام القادمة.

البث المباشر