قائمة الموقع

مقال: المقاومة في الضفة تعيد ترسيم الحدود

2023-06-20T22:02:00+03:00
د. خالد النجار

تتصاعد الأوضاع الأمنية وعمليات المقاومة في الضفة، ردًا على العدوان الصهيوني في جنين والذي سطرت خلاله المقاومة نموذجًا فاجأ الاحتلال الذي لم يدرك حجم ومستوى الأداء المقاوم، وفشل في فرض معادلاته التي حاول من خلالها نتنياهو وحكومة اليمين فرض وقائع جديدة، بالتزامن مع مواصلة ملاحقة خلايا المقاومة، والتلويح بعملية عسكرية في المحافظات الشمالية للضفة.

من جديد أعادت المقاومة استهداف آليات الجيش بحزام ناري، يشمل العبوات الناسفة وتنفيذ عمليات إطلاق نار متواصلة، أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من جنود الاحتلال في جنين ورام الله، في إطار تصعيد الاشتباك، والعمل ضمن قواعد رئيسة لمواجهة الاحتلال.
 
في ضوء ذلك بدأت أجهزة الاحتلال تستحضر خرائط البؤر الساخنة التي أدخلت الاحتلال في مأزق سياسي خطير، وشكلت تحديًا كبيرًا لحكومة نتنياهو بعد أن حاول تسويق انجازاته في الضفة أمام قوى المعارضة الصهيونية، وبعد أن حاول إخماد الروح الثورية التي شكلتها عمليات المقاومة في الأشهر الأخيرة، فكانت عرين الأسود وكتيبتي جنين ونابلس وعقبة جبر وطولكرم أول الخلايا التي عملت على مشاغلة الاحتلال زمانيًا ومكانيًا.

لقد أعادت المقاومة ترسيم الحدود بالدم والنار، ووضعت خطوطًا حمراء أمام العدو، وأفشلته في جولة القتال على أطراف جنين، الأمر الذي يؤكد أن الضفة تجاوزت مراحل كثيرة، ووصلت إلى مرحلة متقدمة في الصراع مع الاحتلال، واستطاعت تفكيك غالبية العقد والمعيقات التي كسرت الجمود بعد أن وصلت إلى رسم شخصية مشروع المقاومة في أبهى صورة، إذ إن الالتفاف الشعبي والوطني لخيار المقاومة بات بالفعل رافعة رئيسة لدعم مقاومة الاحتلال، وشرعية وطنية لكل المقاومين، وهو ما يؤكد أن الضفة على موعد جديد نحو فتح جبهة قتال واسعة توازي الساحات الأخرى في نوعيتها وكفاءتها وقدرتها على الحسم في الجولات المقبلة.

إذ يتخوف الاحتلال من الصعود السريع لأداء المقاومة، والتي حذرت منه منظومة الأمن الصهيونية، وكشفت عن صعوبة تنفيذ قواتها لعمليات اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية، وقالت أن عش الدبابير يتسع وبات من الصعوبة الوصول إليه كما خُطط له.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00