لم تنته الأحداث في الضفة الغربية، تشتعل كل يوم عن سابقه أكثر، بعد عملية (عيلي) التي قضى فيها أربعة من جنود الاحتلال (الإسرائيلي)، اشتعلت النار في عقول المستوطنين.
بدأ النهار بالأمس بهجوم المستوطنين على بلدة ترمسعيا، أحرقوا ثلاثين منزلا وستين سيارة، وارتقى شهيد ممن يذودون عن البلدة.
وفي جنين تقع مركزية المقاومة، هدف الاحتلال الأول الذي يريد القضاء عليه منذ بداية العام، ولكنها على جولات تتفاوت، يحاول الاحتلال القضاء على جنين ومقاومتها من خلال اقتحامات المخيم المتكررة منذ العام الماضي.
في كل مرة يخرج المقاومون كالمارد من بين ركام البيوت المهدمة، يقلبون الصفحة ويبدؤون من جديد، والاحتلال يخرج منكسا لا يقدم ولا يؤخر.
قهر وانهزامية يحاول الجنود تغطيتها، بطريقة منطقية وأخرى لا منطقية، وكأن الاحتلال يدور في دوامة حول نفسه لا يعرف كيف يتدارك الأمر، وقد انفلتت الحبال من يديه.
وبينما توقفت عمليات الاغتيال بالطيران منذ سنوات طوال، فقد كانت آخر عــمــلية اغتيال (إسرائيلية) بالطيران في الضفة، نفذها الاحتلال في عام 2006 واستشهد فيها المقاومان محمد ماجد عتيق (من بلدة برقين غرب جنين) وأمجد سعيد العجمي (من بلدة عتيل شمال طولكرم)، حيث قصف الطيران بالصواريخ منزلاً في حارة جورة الذهب داخل مخيم جنين.
بالأمس عند التاسعة مساء بعد 17 عاماً، لأول مرة بالضفة اغتال الاحتلال بالطيران مقاومين شمال جنين، حيث زفت كتيبة جنين ثلة من أبطالها الذين ارتقوا في جريمة اغتيال جبانة نفذتها طائرة مسيرة لجيش الاحتلال، وهم:
الشهيد القائد الميداني: صهيب عدنان الغول (٢٧ عاماً) قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين - سرايا القدس، والشهيد محمد بشار عويس (٢٨ عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والشهيد أشرف مراد السعدي (١٧ عاماً).
ارتقى الثلاثة على قارعة الطريق بالقرب من الجلمة، وقد سمع المواطنون هناك صوت الانفجار يهز الأركان، ومنع الدفاع المدني الاقتراب من السيارة المتفحمة، وأرسل سيارات الإسعاف (الإسرائيلية) لمصادرة جثامين الشهداء.
أطلق الجنود النار عشوائيا على المارين، حتى يبتعدوا عن المكان، كما منع الصحافيين من التوجه إلى مكان الحدث، وأطلق عليهم النار حتى لا تظهر جريمته أمام الشاشات.
عدنان صباح، المحلل السياسي من جنين لا يستغرب العملية ويعتقد أن الاحتلال كان يخطط لعمل كبير وأحمق ولا منطقي كي ينقذ ماء وجهه ويحاول أن يحسن من صورته أمام شعبه وأمام العالم.
ويذكر صباح بأن الهند ألغت صفقة شراء سيارات مدرعة مع الاحتلال بعد ما حدث من تفجير للسيارة العسكرية قبل أيام في نابلس، كما أن الاحتلال يعتبر عملية عيلي هزيمة ساحقة كبرى، فهو لم يمسك بالفاعل إلا بعد أربعين كيلو مترا من العملية، وهذه كلها خسائر يحاول الاحتلال تعويضها بأي فعل أحمق، وقد كان بعملية الاغتيال في جنين أمس.