لجأ الاحتلال لاغتيال مقاومي الضفة بقصف من الطائرات لأول مرة منذ عام 2002، في تطور خطير يعكس أداء المقاومة خلال هذه المرحلة في الضفة.
ويعمل الاحتلال على إيجاد مخرج طوارئ من حالة الحرج التي وضعتها به المقاومة في شمال الضفة المحتلة، وخصوصا مخيم جنين الذي أدخل آلياته في كمين محكم دمّر الصورة المرسومة عن سهولة الدخول لمدن الضفة.
ووفق مختصون، فإن دخول الاحتلال في مرحلة القصف من الطائرات بمدن ومخيمات الضفة يعكس حالة التأزم التي يعيشها في ظل التطور النوعي لأداء المقاومة هناك.
تطور المقاومة
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن الاحتلال لجأ لاغتيال من الطائرات لتجنب الدخول إلى جنين بعد التطور الكبير في أداء المقاومة.
وقال بشارات في حديث لـ (الرسالة نت) إن استراتيجية المقاومة التي تعمل لإيلام الاحتلال باتت تشكل خسائر كبيرة في جيش الاحتلال، وهو ما دفع الاحتلال للبحث عن طرق أخرى".
وأوضح أن الاحتلال يحاول تحسين الصورة بشكل الضربة الكبيرة التي تلقاها في مخيم جنين يوم الاثنين الماضي.
وأضاف: "الاحتلال يدرك جيدا أن العمل لسياسة الاغتيال لن تجدي نفعا في إنهاء المقاومة التي تراكم قوتها، وفشل في قطاع غزة سابقا بهذه الطريقة، ولكن هو يحاول اسكات المجتمع الصهيوني والخروج من حالة الحرج فقط".
وفي حين، أكدت حركة حماس أن عملية الاغتيال الجبانة في جنين لن تمر مرور الكرام، وأن المقاومة سترد عليها ردًّا قاسيًا ومناسبًا لحجم الجريمة.
وشدد على أن عمليات الاغتيال لن توقف المقاومة ولن ترهب شعبنا، بل ستكون فرصة ثمينة لأبطال الانتفاضة للثأر للشهداء والدفاع عن أبناء شعبنا في كل المناطق.
وزفّت حركة حماس في تصريح صحفي، شهداء عملية الاغتيال، المجاهدين الأبطال صهيب الغول (27 عامًا)، وأشرف السعدي (17 عامًا)، من سرايا القدس، ومحمد عويس (28 عامًا) من كتائب شهداء الأقصى.
وشددت على أنّ عملية الاغتيال محاولة يائسة لتلميع صورة جيش الاحتلال المهزوم الذي مرغت المقاومة وجهه في التراب في جنين وجنوب نابلس خلال اليومين الأخيرين، وبما يؤكد عجزه عن مواجهة ثوار شعبنا وجها لوجه.
ونوهت الحركة بأن شعبنا المجاهد الأبي سيواصل مقاومته بكل عنفوان، وسيبتدع أدوات جديدة لضرب الاحتلال وقطعان مستوطنيه من حيث لا يحتسب، وفاتورة الحساب معه مفتوحة حتى النصر والتحرير.
وكسابقة، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، محمد عودة، أن معادلة جديدة على الأرض فرضتها المقاومة في مخيم جنين وشمال الضفة.
وقال عودة في حديث لـ (الرسالة نت): "بالتالي لا تستطيع قوات الاحتلال النيل من المقاومين على الأرض فلجأ الاحتلال إلى الطائرات".
وأكد أن لجوء الاحتلال لاستخدام أدوات قديمة، يدلل على تطور المقاومة ومراكمة قوتها وهو ما يدعو لضرورة الاستمرار في هذا النهج.
وأوضح عودة أن هذه السياسة ستفشل، "فهي لم تنجح في سنوات سابقة وكانت تزيد من إصرار الشباب الفلسطيني على الالتحاق بالمقاومة".