من قبل المستوطنين

علماء فلسطين: إحراق المصحف وتدنيس مسجد بنابلس تحد لمشاعر المسلمين

الرسالة نت- متابعة خاصة

قالت رابطة علماء فلسطين، إن إحراق المستوطنين نسخا من المصحف وتدنيس أحد مساجد نابلس تحد لمشاعر المسلمين، مشددة على أنه لا حرمة ولا عصمة للمستوطنين الذين يعتدون على بلدات الفلسطينيين وبيوتهم ومقدساتهم.

وأضافت الرابطة خلال مؤتمر صحفي عصر اليوم السبت، بعنوان: "مؤتمر علماء الأمة ضد عدوان الصهاينة على المساجد والمصاحف" أنه واجب على المسلمين إعانة أهل فلسطين في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

وشدد على ضرورة وقف اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لأنها ليست سوى هزائم سياسية، داعية الأمة العربية والإسلامية إلى دعم المرابطين في فلسطين لموجهة الاحتلال.

ودعت خطباء الأمة إلى تخصيص خطبة العيد حول خطورة جرائم الاحتلال الصهيوني.

وأقدم مستوطنون متطرفون على تمزيق نسخ من القران الكريم أمام مدخل مسجد الرباط في بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس شمال مدينة الضفة المحتلة، أثناء مغادرتهم بعد تدنيسه برفقة كلب.

وأظهر مقطع فيديو مستوطنا وهو يمزق ويندس المصحف الشريف ويريمه على الأرض في الوقت الذي قام مستوطن آخر بتكسير زجاج نوافذ المسجد.

وفيما يلي نص بيان المؤتمر:-

 بسم الله الرحمن الرحيم

{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) التوبة
بيان علماء الأمة بشأن تعدي المستوطنين الصهاينة على حرمات المساجد والمصاحف والمسلمين في الضفة الغربية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
في جولة تصعيدية هي الأعنف والأخطر؛ قام المستوطنون الصهاينة - بدعم من قوات الاحتلال الصهيونيّ وحكومته اليمينية المتطرفة - بالعدوان على بَلْدَاتٍ في جينين ونابلس و رام الله من الضفة الغربية، فاعتقلوا وقتلوا وهدموا المنازل وأحرقوا البيوت؛ ليفرضوا الاستيطان بالقوة والغصب، ولم يكتفوا بهذا حتى اقتحموا المساجد، ودنسوها بأحذيتهم وكلابهم ورجسهم ودنسهم، وتعمدوا تمزيق المصاحف وألقوها على الأرض، في سياقٍ غاية في العنف والهمجية والتحدي لمشاعر ملياري مسلم في العالم بأسره، كلُّ هذا حدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ابتداء من المحيط الإقليمي العربيّ ومرورًا بالمحيط الإسلاميّ الأوسع وانتهاء بالمحيط الدوليّ، وإلى الآن لم يحرك أحدٌ ساكنًا، باستثناء بعض المواقف السياسية المشكورة والمقدرة.
وإزاء هذا العدوان الغشوم السافر، الذي لم يَلْق من البلاد العربية والإسلامية ردّ الفعل المناسب ولو بالحدّ الأدنى؛ يقف علماء الأمة مستنكرين في غضب عارم، معلنين عن إدانتهم وشجبهم لهذا العدوان، الجبان في دوافعه، الوضيع في نهجه ومسلكه، البالغ منتهى الإجرام فيما يخطط له ويتغيّاه، وإذْ يُعْرِبُ العلماء - ومِن ورائهم المؤسساتُ والروابط والهيئات العلمائية - عن موقفهم هذا؛ يعلنون الآتي:

أولًا: إن وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بحد ذاته موجب لقتال المعتدين الصهاينة الماكثين في أرضنا بقوة الغصب والعدوان، وإن كل من اعتدى من المستوطنين على بَلْدات الفلسطينيين وعلى بيوتهم وأشخاصهم، وكل من اعتدى على حرمة مسجد أو أحرق مصحفًا أو مزقه فهو حلالُ الدَّم لا عصمة له ولا حرمة، ويجب على المجاهدين من أبناء فلسطين أن يستهدفوهم بكل ما أوتوا من إمكانات؛ زجرًا لهم وردعًا لأمثالهم، وهذا حقّ شرعيّ وقانونيٌّ لا خلاف فيه.

ثانيًا: ما يقوم به أبناء فلسطين من التصدي للعدوان الصهيونيّ وللاستيطان اليهودي في أرض فلسطين هو جهادُ دَفْعٍ يجب وجوبًا عينيًّا، ولا يمكن أن يوصف بأنَّه إرهاب إلا في سياق التدليس والتلبيس؛ ومن ثَمًّ وجب على المسلمين في أصقاع الأرض كافة أن يعينوهم بما استطاعوا من مال أو سلاح أو مواقف سياسية فاصلة أو بكل ما هو ممكن أكثر من ذلك ، ووجب على الحكام كافة أن يعلنوا إنهاءهم لاتفاقيات التطبيع إن كان في قلوبهم توقير لكتاب الله تعالى ودماء المسلمين وحرماتهم إلى أن يزول هذا الكيان الغاصب الذي لا تنفع معه إلا لغة الجهاد والسلاح.

ثالثًا: هكذا تتوالى الأدلة الواقعية، وتتابع الأحداث الشاهدة على معاهدات السلام واتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية بأنّها من أبطل الباطل، وأنّها ليست سوى هزائم سياسية متوالية ومتتابعة، لا يعتبر فيها اللاحق بالسابق، مما يؤكد تعمد الإضرار بالأمة وبقضيتها الكبرى، وفي هذا ما فيه ممَّا يقول فيه الشرع كلمته، بل القانون والدستور والعرف السياسي والميثاق الوطنيّ والعهد الأخلاقيّ؛ فهل ينتهي هؤلاء عن هذا العبث ويوقفوا هذه المسيرة الآثمة؟ أم يريدون أن يسلموا شعوبهم وبلادهم إلى الحلم الصهيونيّ؟! وإن على أبناء الأمة أن يلفظوا هؤلاء المطبعين حتى يعلموا أن هذه الأمة تنفي خبثها ولا تقبل الخنوع والخذلان.

رابعًا: ويتوجه العلماء بالشكر والتقدير لوفد السفراء الذين قاموا بزيارة البلدات المعتدى عليها، ومناداتهم بمنع هذا العدوان، وكذلك يتوجهون بالشكر لممثل الاتحاد الأوربيّ الذي وصف ما جرى من عدوان صهيوني بأنه إرهاب، ولا ينسون الجميل والمعروف لأهله.

خامسًا: يدعوا العلماء إلى استحضار المرابطين في القدس والضفة والقطاع في دعاء المسلمين، وبذل المال دعماً ونصرة لهم، ويدعون المسلمين جميعًا للتخلي عن كثير مما يتلهون به من شهوات الدنيا، والتفكير في شأن المسلمين العام، والاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين؛ فإنّ ذلك من صميم الإيمان، ويتوجهون بالدعاء للمسلمين أن يأخذ الله بأيديهم ويبعث فيهم الهمّة العالية.

سادساً: يدعوا العلماء إلى أن تكون خطبة عرفة وخطبة العيد والجمعة في سائر بلاد المسلمين مشتملة في أجزاء رئيسية منها على بيان خطورة هذه الجريمة وتعرية الحقد الصهيوني على الإسلام والمسلمين جميعاً، وبيان واجب الأمة تجاه كتاب ربها ومقدساتها كافة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وفي ذلك تعظيم شعائر الله تعالى في هذه الأيام المباركة، قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج (32)  :

أخيرًا يُذَكِّرُ العلماء إخوانهم المرابطين والمجاهدين والمسلمين كافة بوعد رب العالمين: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40)، والله منجزٌ لعباده ما وعدهم به، والحمد لله رب العالمين. 

البث المباشر