لا تزال تطفيء حريقها الذي اشعلته عصابات المستوطنين قبل أيام قليلة فقط من عيد الأضحى، النار التي اشتعلت في قلوبهم قبل بيوتهم، حين أتت عليها نيران هذه العصابات المستعرة.
هي قرية (ترمسعيّا) اللصيقة بعشرات البؤر الاستيطانية غير المشروعة، والبؤرة مصطلح يطلق على المستوطنة غير الرسمية، وفيها يتجمع عشرات المستوطنين، انطلاقا لتأسيس مستوطنة كبيرة رسمية.
البلدة التابعة لمحافظة رام الله، لا تكاد تمر بضعة أسابيع حتى تتعرض لعدوان واسع من جماعات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، كان الأفظع قبل أيام قليلة، حرق على إثرها عشرات المنازل والمركبات، ما ترك جرحا عميقا في قلوب سكان المنطقة.
رئيس بلدية ترمسعيّا لافي أديب يصف أجواء العيد، بـ"الحزن والاكتئاب" على خلفية الدمار الذي حل بعديد المنازل والبيوت في المنطقة، من إثر هذا الحريق.
وقال أديب لـ"الرسالة نت" إنّ عديد سكان المنطقة كانوا قد جهزّوا منازلهم منذ وقت قريب، خاصة من كانوا في الخارج منهم، ثم جاء الحريق الذي نسف لهم هذه التجهيزات.
وأوضح أن عشرة منازل حرقت بشكل كامل وقرابة 30 منزلا أصيبت بحريق جزئي بالغ، وفي كليهما يحتاج المواطنين إعادة تأهيل المنزل من جديد.
علاوة عن إصابة عشرات المركبات والمحال بالحريق، نتيجة الهجوم الأرعن لعصابات المستوطنين.
وبعد التركيز الإعلامي الكبير على ما جرى، وضع جيش الاحتلال بعض الحواجز العسكرية المؤدية للمنطقة، ليبقي حالة هدوء حذر.
ويضيف أديب: "صحيح أنّ هناك هدوء الآن؛ لكنه حذر فهذه العصابات لا تدخر جهدا لتفعل ما تريده من عدوان في أي لحظة".
ودعا إلى ضرورة حماية شعبنا من جيش المستوطنين الذي يقدر عددهم في الضفة المحتلة بمليون مستوطن تقريبا، يقدّر عدد المسلحين منهم قرابة 450 ألف، وجميعهم تحت حماية جيش الاحتلال.