رغم الشوق الكبير الذي ينتابهم للصلاة في باحاته وفي قلب محرابه؛ إلّا أنهم يجدون أنفسهم على عتبات أبوابه بعدما منعهم الاحتلال عنوة من دخول المسجد الأقصى المبارك، ضمن سياساته الانتقامية الرامية لتفريغ المسجد من رواده والمرابطين والمرابطات فيه.
وأدّى قرابة 100 ألف مقدسي صلاة عيد الأضحى، اليوم الأربعاء، في باحات المسجد الأقصى المبارك.
عيد الأضحى مناسبة دينية جديدة، وجدّ العشرات من المرابطين أنفسهم مجددا محرومون من تأديتها داخل الأقصى؛ لكنهم يرابطون على أبوابه تحديدا الأسباط والسلسة وطريق المجاهدين، وهو في سياق التأكيد على حق المرابطين في المسجد والصلاة فيه.
المرابطة هنادي حلواني، برفقة عديد المرابطات اللواتي صدر بحقهن قرار المنع، أتخذن من باب العامود مكانًا يتشبثون به كأقرب نقطة للمسجد.
تقول حلواني إن الاحتلال منذ عشرة أعوام يضيق عليها دخول المسجد الأقصى المبارك، ويمنعها المشاركة مع عديد المرابطات في المناسبات الدينية المختلفة.
وأكدّت حلواني لـ"الرسالة نت" أنّ المرابطات المبعدات يحرصن الوقوف على أحد أبواب المسجد؛ لتأدية الصلاة بالاستماع لصوت الإمام، دون أن يتسنى لهم دخول باحاته.
ترافقها (أم المرابطات) كما ينعتها رفيقاتها الأم عايدة الصيداوي التي تصرّ الرباط في المسجد الأقصى رغم كبر سنها.
تقول الصيداوي لـ"الرسالة نت" إن بيتها لصيق للمسجد الأقصى المبارك وتطل شرفته على المسجد؛ وحاول الاحتلال دفع ملايين الدولارات لصيداوي لقاء إخلاء منزلها في ظل إصرار على الرفض المطلق مهما كان الثمن.
تؤكد صيداوي أن هذا كله لا يكبح جماح الشوق لديها كي تزور الأقصى وتصلي في باحاته، وهي الأمنية التي تصطدم بجريمة الاحتلال من منع وإبعاد تحت ذرائع متعددة.
وتشددّ كل من حلواني وصيداوي على أنه ورغم سياسة الإبعاد؛ إلّا أنّهما وبرفقة عديد المرابطين والمرابطات، يصروّن في كل مناسبة الاحتشاد أمام أبواب المسجد؛ للصلاة على أعتابه.
وتضيف صيداوي :"لن نتخلى عن رباطنا في الأقصى، مهما تعرضنا له من قيود ومضايقات".
ويروي المبعد نظام أبو رموز أنه منذ العام 2013 يرفض الاحتلال السماح له دخول المسجد، "واذا حاولنا مرة ان ندخل يصدر بحقنا ابعاد لـ6 أشهر من الاحتلال".
وفق أبو رموز، فإن الذرائع التي تسوقها سلطات الاحتلال، هي خوفها على المستوطنين والجماعات المتطرفة التي تقتحم المسجد يوميا، "يقولون لنا أنتم تثيرون الشغب داخل الأقصى، وترفضون السماح لهؤلاء المستوطنين باقتحام المسجد"!
وصدرت عشرات القرارات من الإبعاد بحق شخصيات مقدسية بذرائع أمنية مختلفة، وزادت وتيرتها في السنوات الأخيرة.