قائد الطوفان قائد الطوفان

داخل جدران السجون

بصناعة الهريسة وبعض الحلويات.. هكذا يقضي الأسرى العيد

الرسالة نت-محمد عطا الله

رغم ثقل ساعات وأيام العيد التي تمر على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، إلا أنهم يحاولون تحدي السجان وبطشه بصناعة أجواء الفرحة وإقامة طقوس العيد.

ويقبع في سجون الاحتلال ما يزد عن 4600 أسير منهم 34 أسيرة و160 طفلاً، وفق آخر ما أفادت به هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

ومع دخول عيد الأضحى المبارك واحتفال الفلسطينيين وإقامة شعائره بالنحر بعد صلاة العيد، يتجهز الأسرى داخل جدران السجون؛ لاستقباله وتهيئة الجو العام لفصول احتفالية بالإمكانيات المتاحة.

ويروي المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى حازم حسنين، أجواء العيد التي يصنعها الأسرى في السجون، بالقول إنه رغم المعاناة ومحاولات السجان إفشال أجواء العيد وتشديد الحركة على الأسرى، إلا أنهم يصنعون الفرحة بكل الطرق المتاحة.

ويضيف حسنين في حديثه لـ (الرسالة) أن الأسرى ينتزعون فرحة العيد من السجان عبر صناعة الحلويات وأبرزها الهريسة ويتوجهون لأداء صلاة العيد في الساحات وتعليق الملصقات وتنظيف الغرف والساحات ولبس ملابس جديدة.

ويكمل أنه بعد صلاة العيد يعمل الأسرى على تهريب جزء من الحلوى لتوزيعها على بعضهم البعض في الساحات، وتقديم التهاني والمعايدات لبعضهم البعض داخل الأقسام وبين الغرف، وتشكيل فرق لتنشد أناشيد دينية، وتنظيم العديد من الفقرات الترفيهية.

ويبين حسنين أن الأسرى يهاتفون عائلاتهم من خلال الهواتف المهربة ويحاول كل أسير قضاء عدد من الساعات بالجلوس وحده ومراجعة الذكريات الجميلة وتقليب صور عائلته التي يحتفظ بها.

ويشير إلى أن الاحتلال يعمل على إنهاء مظاهر العيد داخل السجون من خلال الطلب من الأسرى بالعودة إلى غرفهم وزنازينهم، ومحاولة إجراء حملات تفتيشية بهدف التنغيص عليهم وسحب الهواتف الخلوية منهم.

ويؤكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن الحياة داخل السجون مختلفة تماماً، ومشاعر الفرح بقدوم العيد تكون ممزوجة بالألم والحزن، ولا يحسّ بها سوى من ذاق مرارة الاعتقال وعاش بين جدران السجن.

ويضيف فروانة في حديثه لـ (الرسالة) أن العيد في السجون مناسبة إسلامية سعيدة، لكنها ثقيلة ومؤلمة، وتمر ساعاتها المعدودة وأيامها المحدودة ببطء شديد، والحياة والمشاعر فيها مختلفة، فيضطر الأسرى لإحياء المناسبة بطقوس خاصة.

ويوضح أن هذه الطقوس تتمثل في صناعة الحلوى وفقا للإمكانيات المتاحة، والاستيقاظ المبكر صبيحة العيد، والاستحمام وارتداء أجمل الملابس، والخروج إلى الفورة (الساحة) لصلاة العيد، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة، ويصافحون بعضهم البعض، ويتبادلون التهاني، ويوزعون كعكا وحلوى صنعتها أيديهم، وما هو متوفر لديهم وما تمكنوا من شرائه من مقصف السجن من الشوكولاتة والتمر، كما تُلقى الكلمات وعبارات التهنئة والخطب القصيرة.

ويلفت إلى أنه في كثير من الأحيان تمنع إدارة السجن صلاة العيد بشكل جماعي في ساحة القسم، وترفض تخصيص زيارة للأهل، أو الاتصال بهم هاتفياً.

وفي أحيان أخرى تعرقل الزيارات فيما بين الغرف والأقسام الداخلية، أو تعمد إلى استفزاز الأسرى وتقتحم الأقسام وتجري التفتيشات وتعتدي عليهم أو تنكل بهم خلال أيام العيد.

البث المباشر