القدس في حزيران.. قتل واعتقال وإبعاد وهدم

الرسالة نت- رشا فرحات

يتبع الاحتلال أساليب شتى لتحقيق هدفه الأول وهو تهويد القدس، فازداد الاستيطان يوما بعد يوم حول المدينة، بما يلازمه من أعمال تجريف ومصادرة بيوت وهدم واقتلاع للشجر والحجر، والتضييق على المقدسيين بالترحيل والتهجير والاعتقال والقتل.
وقد حذر مختصون من خطورة ما يقوم به الاحتلال، من عملية تزييف وتزوير لهوية المدينة المحتلة العربية الإسلامية المسيحية، ومن محاولات فرض أمر واقع جديد على العروبة المقدسية، وشهر وراء شهر تتصاعد هذه الانتهاكات في ظل صمت دولي وتجاهل متعمد من العالم والسلطة الفلسطينية.
ففي حزيران وتحديدا في الرابع والعشرين ووفقا لتقرير "القدس البوصلة" ارتقى المقدسي إسحاق العجلوني (17 عاما) من بلدة كفر عقب شمال القدس، بعد عملية إطلاق نار ادّعى الاحتلال أنه نفذها على حاجز قلنديا العسكري، ولا زال الاحتلال يحتجز جثمان العجلوني، بينما سلّم قبل يومين وتحت جنح الظلام جثمانَي الشهيدَين حاتم أبو نجمة ومحمد أبو جمعة بعد احتجازهما في الثلاجات لأشهر.
وفي حزيران أيضا زادت الاقتحامات بشكل ملحوظ حيث أظهرت الاحصاءات أن أكثر من 3600 متطرف ومتطرفة -على مدار الشهر- اقتحموا المسجد الأقصى، وخلال اقتحامهم أدوا طقوسا وصلوات توراتية.
ومن بين انتهاكات حزيران الخطيرة والمثيرة للجدل تقديم عضو الكنيست من حزب الليكود "عميت هليفي" مسودّة خطّة تفصيلية لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا بين المسلمين واليهود، بحيث يخصص محيط المصلى القبلي للمسلمين، بينما تكون قبّة الصخرة المشرفة حتى الحدّ الشمالي من المسجد لليهود.
وخلال منتصف الشهر المنصرم نال باب الرحمة قسطا من الاقتحامات والهجمات، حيث اقتحم أفراد من المخابرات المصلى وأخرجوا حارس الأوقاف منه، واحتجزوه لأكثر من نصف ساعة، وقد أعاد الجنود اقتحام باب الرحمة في أول أيام عيد الأضحى، واعتقلوا عددا من الشبان من داخله، وذلك بعد يوم واحد من تقديم طلب إلى المحكمة لتمديد أمر إغلاق المصلى بزعم أنه "مكاتب تستخدم كمقر لأنشطة تخريبية وتحريضية".
ومن بين الانتهاكات اللافتة التي وثقتها شبكة (القدس البوصلة) منع شرطة الاحتلال محاولات إحياء عبادة الاعتكاف في المسجد الأقصى منذ بداية شهر ذي الحجة، وعمدت إلى طرد المصلين وتهديدهم واعتقال عدد منهم.
وفي ملف اعتقال المقدسيين نُفذّت قوات الاحتلال خلال حزيران حملات اعتقال يومية في مدينة القدس وضواحيها طالت نحو 120 فلسطينيا، بينهم أكثر من 45 قاصرا و8 نساء.
وتعليقا على هذه الأرقام قال الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف القدس: "المدينة تمر بمرحلة خطرة بسبب الحكومة العنصرية التي زادت من إجرام عصابات الاستيطان وعمليات الاقتحام والإبعاد عن المدينة".
وتابع: "لكننا نقاوم بكل الوسائل، بالتعليم والثقافة والصلاة على بوابات الأقصى، وبالتالي لا يمكن إسكات هذه المقاومة، مبينا أن خطوات الاحتلال تهدف لإفراغ المدينة من أهلها.
وشنّت قوات الاحتلال حملة ضد الأسرى المقدسيين المحررين وعائلاتهم مجددا، وداهمت 16 منزلا وصادرت مصاغا ذهبيا ومبالغ مالية وسيارات خاصة، ويأتي ذلك ضمن خطة فرض عقوبات مالية على 87 أسيرا مقدسيا وعائلاتهم بذريعة تلقّيهم مخصصات من السلطة الفلسطينية.
ويصف المختص بالشأن (الإسرائيلي) إسماعيل مسلماني وضع القدس بأنه مأساوي، فالأهالي يمنعون من دخول الأقصى، لافتا إلى أن الاحتلال أبعد 14 مقدسيا عن المدينة والأقصى، حتى يصبح عدد المبعدين منذ بداية العام 47 مبعدا عن المدينة.
ويقول: "كان للمسجد الأقصى الحصة الأكبر في الإبعاد حيث رصد ابعاد 8 فلسطينيا عن الأقصى، بالإضافة لإصدار قرار إبعاد واحد عن مدينة القدس، كما رُصد إصدار 21 أمر حبس منزلي عن محاكم الاحتلال بحق المقدسيين، وَهناك 8 أطفال أبعدوا أيضا عن الأقصى.
ويلفت مسلماني إلى أن القدس تشكل أكبر نسبة اعتقال في المدن الفلسطينية بعد جنين ونابلس حيث بلغت الاعتقالات منذ بداية العام 1500 معتقل، مشيرا إلى أن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية بسبب الحواجز في الشوارع، ورغم ذلك يرى مسلماني أن التغلب الديمغرافي لا زال لصالح الفلسطينيين خاصة في المدينة القديمة والأحياء أكناف بيت المقدس.
حيث يشرح قائلا: "تعداد اليهود ممن يسكنون في البلدة القديمة لم يصل إلى 5000 مستوطن، بينما لا زال الفلسطينيون متشبثين في بيوتهم في الأحياء المحيطة بالأقصى ويصل عددهم إلى 35000 مقدسي يخوضون كل يوم معركة البقاء في الشيخ جراح وسلوان.
وبالعودة للأرقام فإن الإحصائيات تقول إن هناك 20 عملية هدم ارتُكبت في القدس على مدار شهر حزيران بينها 8 حالات هدم ذاتية قسرية، ومن بين العائلات التي فقدت منزلها عائلة الأسير إسلام فروخ بعد إقدام قوات الاحتلال على تفجيره تحت بند (الهدم العقابي)، ليضاف إلى منازل 3 شهداء فُجّرت وأُغلِقت منازلهم منذ مطلع العام الجاري تحت البند ذاته، وهم عدي التميمي وخيري علقم وحسين قراقع.

 

 

البث المباشر