مع غياب دورها السياسي

تقوية الاحتلال للسلطة.. الحفاظ على الوكيل الأمني ومحاربة المقاومة

الرسالة نت- خاص

تُعطي حكومة الاحتلال (الإسرائيلية) دفعة للسلطة الفلسطينية كلما شعرت أنها تذهب نحو السقوط؛ في محاولة لإبقائها والحفاظ عليها من الانهيار دون العمل على تعزيز قدرتها بشكل مُطلق في سبيل إبقائها كوكيل أمني لها في الأراضي الفلسطينية تحارب المقاومة.

ويأتي هذا الدعم والمساندة من الاحتلال للسلطة كجزء من سياسة تتبعها بغرض مساعدتها في العمل ضد أذرع المقاومة في مناطق الضفة وتقديم الخدمات المدنية للسكان وتخفيف كُلفة أعباء الاحتلال، بعد أن تم تجريدها من الأهداف الوطنية والسياسية التي أنشأت لأجلها والمتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

ونقلت قناة كان 11 العبرية عن مصادر مطلعة في رام الله قولها، إن الاحتلال أبلغ السلطة مؤخراً بأنه يدرس عدة خيارات لمساعدتها على تخطي الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.

بينما يأتي ذلك بعد أيام من تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال جلسة مساءلة مغلقة أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قال فيها إن (إسرائيل) تحتاج السلطة الفلسطينية وأنها ستساعدها اقتصادياً وأنها لن تسمح بانهيارها، ومع ذلك فقد شدد على ضرورة وأد الطموح الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة.

وتحدث نتنياهو عن ضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد أبو مازن قائلاً "نستعد لمرحلة ما بعد أبو مازن، نحن بحاجة للسلطة الفلسطينية ولن نسمح بانهيارها، ولا نرغب بانهيارها ونحن مستعدون لمساعدتها اقتصادياً".

وقال نتنياهو خلال الحديث إن من مصلحة الاحتلال استمرار السلطة بأداء مهامها "لدينا مصلحة بمواصلة السلطة عملها، في الأماكن التي تنجح بالعمل فيها فهي تقوم بالعمل بدلاً عنا، ولا مصلحة لدينا بانهيارها".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن الاحتلال لا يستطيع الاستغناء عن السلطة لما تقوم به من دور مهم في حفظ أمن المستوطنين وملاحقة المقاومة وتقديم خدمات جليلة للكيان.

ويوضح أبو ستة في حديثه لـ (الرسالة) أن الاحتلال يسعى إلى الاستيلاء على الضفة والسيطرة عليها وضمها للكيان لذلك يضع تصورا لتحويل السلطة إلى مؤسسة أمنية بأبعاد خدماتية بعد إفراغها من كيانها السياسي واعتمادها كمشروع أمني فقط.

ويبين أن الاحتلال يخطط لما بعد رحيل عباس في ظل حالة الضفة التي تشهدها السلطة أمنيا وفقدانها السيطرة على مناطق شمال الضفة.

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين، أن السلطة تقدم خدمة جوهرية لأمن الاحتلال وبقاؤها يضمن عدم استنزاف المؤسسة الأمنية للكيان لكونها أداة تقوم بدور كامل لحماية الاحتلال بمختلف الوسائل.

ويضيف شاهين في حديثه لـ (الرسالة) أن العالم الغربي والأوروبي يعمل على تقوية السلطة ومنع انهيارها ومساعدتها كونها هي والاحتلال وجهان لعملة واحدة ولحالة الانحدار التي وصلت له وانسلاخها عن المبادئ التي تأسست من أجلها كسلطة وطنية.

ويوضح أن السلطة منذ ما يزيد عن عشر سنوات لا تلعب أي دور سياسي وتعمل في الحقل الأمني الذي يخدم الاحتلال وما نشاهده من الاعتقال السياسي في سجونها يؤكد أنه جرى إفراغها من مضمونها السياسي والوطني وباتت وكيلا أمنيا عن الاحتلال.

ويشير إلى ضرورة أن تعود لشعبها وتنبذ الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وتتبنى خيار التحرير والكفاح المسلح الذي تركته منذ عشرات السنوات.

البث المباشر