استشهد 8 مواطنين وأصيب 60 بينهم 11 بجراح خطيرة فجر اليوم الاثنين، جراء عدوان الاحتلال الواسع والمتواصل على جنين، كما استشهد شاب تاسع برصاص الاحتلال عند مدخل البيرة الشمالي.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهداء هم سميح فراس أبو الوفا وحسام محمد أبو ذيبة وأوس الحنون ونور الدين حسام مرشود، ومحمد عماد حسنين.
وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت مناطق مأهولة في مخيم جنين، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع إصابات وصفت بالخطيرة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن معظم الإصابات في المنطقة العليا من الجسم، مشيراً إلى أن طواقمه لم تتمكن من الوصول لبعض الإصابات.
وذكرت مصادر محلية أن أكثر من 120 آلية عسكرية تشارك في عدوان الجيش (الإسرائيلي) على جنين.
المقاومة ترد: إسقاط مُسيرتين وتفجير آليات للاحتلال
وتصدت المقاومة في جنين لعدوان الاحتلال، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة عند دوار الشهداء، وحارة الحواشين بمخيم جنين.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة صدرت عنها، عن استهداف آليات إسرائيلية بعبوات ناسفة مؤكدة تحقيق إصابات، كما أسقطت طائرتين مسيرتين في سماء المخيم ونصبت كمائن للجنود، في حين أقرّ جيش الاحتلال بإصابة أحد جنوده.
وقال جيش الاحتلال في بيانٍ له إن جنديًا أُصيب بجراحٍ طفيفة في تبادل لإطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين داخل مخيم جنين.
كمين محكم لوحدة "ايعوز"
أفادت كتائب عز الدين القسام، أن مقاتليها يستهدفون منذ فجر اليوم جنود الاحتلال في جنين بالرصاص، ويواصلون الاشتباك على أكثر من محور لمنع تقدمهم داخل المخيم.
وقالت كتائب القسام، إن مقاتليها تمكنوا من إيقاع جنود الاحتلال من وحدة "ايعوز" في كمين محكم، إذ جرى استهدافهم بشكل مباشر بالرصاص قرب مسجد الأنصار بمخيم جنين.
وأضافت "القسام" أن عناصرها أمطروا قوات الاحتلال في محيط المخيم بصليات من الرصاص، كما فجروا عددًا من العبوات الناسفة في آلياتها العسكرية.
وسبق أن أعلنت عن وقوع عدد من جنود الاحتلال في كمين منسق بين الأذرع العسكرية أثناء محاولتهم التقدم داخل مخيم جنين، متحديةً جيش الاحتلال أن يعلن خسائره المؤكدة بين قتيل ومصاب في جنين.
كما استهدف مقاومون جرافتين عسكريتين لجيش الاحتلال، بعبوتين متفجرتين في شارع الناصرة بمدينة جنين، وآلية أخرى عند أحدٍ مداخل المخيم.
أكدت "كتيبة جنين" – سرايا القدس، أنها استهدفت آليات الاحتلال في محيط مخيم جنين وحققت إصابات، مطلقةً اسم "بأس جنين" للرد على عملية الاقتحام.
وكشفت "كتيبة جنين" عن أن مقاتليها أسقطوا طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال خلال معارك اليوم، وأعطبوا آلية مصفحة بعد تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا فيها.
وتابعت في بيان لها أن مقاتليها أفشلوا محاولات تقدم (إسرائيلية) على أكثر من محور بعد خوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال، كما أنهم استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة تحصنت داخل أحد المنازل على أطراف المخيم.
وتحدثت في وقتٍ سابق من اليوم عن عبوات ناسفة دخلت الخدمة لأول مرة، حيث تم تفجيرها في عدد من آليات الاحتلال الإسرائيلي داخل جنين.
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى بجنين أن مقاتليها استهدفوا بالرصاص والعبوات المتفجرة قوة إسرائيلية خاصة على أطراف مخيم جنين.
وفي السياق، أشارت كتائب المجاهدين، إلى أن مقاتليها يتصدون بجانب فصائل المقاومة، للعدوان الإسرائيلي على جنين، مؤكدة أنها مستمرة في هذه المعركة حتى يخرج الاحتلال يجر أذيال الهزيمة.
وفي غضون ذلك أظهرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، استهداف المقاومة، آليات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع، كما وثقت مقاطع أخرى اشتباكات مسلحة عنيفة لا تزال جارية في مدينة جنين وأطراف مخيمها.
ونقلت وسائل إعلان عن شهود عيان أن آلية "جيب" عسكرية (إسرائيلية) احترقت جراء تفجيرها بعبوة ناسفة في المخيم، فيما استهدف مقاومون، صباح اليوم جرافتين عسكريتين لجيش الاحتلال، بعبوتين متفجرتين في شارع الناصرة بالمدينة، وآلية أخرى عند أحد مداخل المخيم.
وقامت جرافة عسكرية (إسرائيلية) بتدمير أحد الشوارع خلال اجتياح مدينة جنين المستمر، بينما انقطع التيار الكهربائي عن المخيم وحي الهدف.
وأشعل شبان الإطارات المطاطية في جنين ومخيمها لإعاقة تقدم قوات الاحتلال.
وفي رام الله أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد محمد عماد حسنين (٢١ عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، عند مدخل البيرة الشمالي.
الأولى منذ 20 عامًا..
وفي هذه الأثناء، ذكرت هيئة البث (الإسرائيلية) أن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005)، مشيرةً إلى أنّ الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عامًا.
من جانبها أوردت وسائل إعلام (إسرائيلية) أن نحو ألف جندي يشاركون في العدوان بينهم مستعربون وسلاح جو ومدفعية، واصفةً ما يجري بأنه "عملية كبرى" لم تحدث منذ اجتياح عام 2002 (السور الواقي).
وأوضحت أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت وقيادة الجيش وافقوا على العملية قبل 10 أيام، مرجحةً أن تستمر يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.
بينما أفاد رون بن يشاي، المعلق العسكري ليديعوت أحرنوت، أن الهجوم على جنين مخطط له منذ عام، وانطلق عندما كانت الظروف مهيأة، من حيث جاهزية القوات الخاصة والطقس المناسب.
وتبعًا لما جاء في حديثه فإن الصحفيين الفلسطينيين لاحظوا احتشاد القوات عند معبر الجلمة، بعد أيام من تسريب أخبار حول "عملية عسكرية"، ولذلك "استعد المقاتون في جنين لوصول قوات مدرعة وأن العملية لن تبدأ قبل ذلك، لكنهم فوجئوا بالغارات الجوية"، مشيرًا إلى أن الجيش يحاول استدراجهم الآن لتصفية أكبر عدد منهم أو اعتقالهم.