أغلقت مراكز الشرطة التابعة للسلطة أبوابها واختبأت العناصر الأمنية داخلها، مع اللحظات الأولى لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، وهو ما زاد تذمر المواطنين.
ويتساءل المواطنون عن الدور المنوط بالأجهزة الأمنية في ظل ماتتعرض له مدن وقرى الضفة المحتلة، ليظهر جليا دورها الوظيفي القائم على التنسيق الأمني مع الاحتلال.
مختصون يرون أن ملامح الدور المنوط بالسلطة تكشف للجميع، وهو ما دفع لتنامي العمل المقاوم بالضفة في ظل حالة سخط من قيادة السلطة.
بحاجة لانتفاضة
المختص في الشأن السياسي، سليمان أبو ستة، أكد أن الحقيقة باتت واضحة للجميع أن السلطة ماضية في مشروعها بما يضمن استمرار مصالح ثلة حاكمة، "وهو ما خلق حالة فراغ سياسي ومنع المقاومين".
وقال أبو ستة إن السلطة لم تفعل شيء من أجل جنين، بل على العكس من ذلك هي تلاحق المطاردين للاحتلال وتعتقلهم.
ولفت إلى أن ما تفعله السلطة في الضفة، لم يعد يفاجئ أحدا، وبات واضحا للجميع.
وأشار إلى أن السلطة تعادي المشروع الوطني المقاوم، وبالتالي تبدو في عزلة عن الشعب الفلسطيني.
وشدد أبو ستة على ضرورة أن تتحرك الجماهير الفلسطينية في الضفة وأن تجابه الاحتلال والتنسيق الأمني وهو ما سيؤدي إلى وأد مشروع السلطة القائم على التعاون مع الاحتلال.
وصباح اليوم، اعتقلت أجهزة السلطة في جنين قياديين في المقاومة من كتيبة جبع قرب طوباس وهما في طريقهما لإسناد المقاومين في مخيم جنين الذي يتعرض لحملة عسكرية منذ الفجر.
وقالت مصادر محلية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت المقاومين المطاردين للاحتلال مراد وليد ملايشة (34 عاما) ومرافقه محمد وليد براهمة (37 عاما) في طوباس وهما في طريقهما إلى جنين للتصدي لقوات الاحتلال.
والمعتقل ملايشة مطارد منذ أكثر من عام، لاعتباره مؤسس كتيبة جبع، وهو أسير محرر أمضى 12 سنة في سجون الاحتلال.
أما المعتقل براهمة هو أسير محرر أمضى أكثر من 11 سنةً في سجون الاحتلال.
ولاقى خبر اعتقال المقاومين استنكاراً واسعًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعدوه طعنةً في ظهر المقاومة، لعدم مشاركة أجهزة السلطة بحماية المواطنين من عدوان الاحتلال، فيما تقوم باعتقال المقاومين.
في حين، أكد المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أنه لا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به السلطة في توفير الحماية للاحتلال وملاحقة المقاومين.
وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت): "المتتبع للإعلام العبري يجد حجم القلق لدى قيادة الاحتلال من انهيار السلطة، ومن الآن تتباحث إسرائيل عن اليوم الذي سيعقب رحيل محمود عباس".
وأوضح سعد أن المطلوب هو التكاتف في وجه (إسرائيل) والسلطة، وحماية المقاومة في الضفة واحتضانهم وزيادة الحاضنة الشعبية لهم.
واستشهد تسعة شبان وأصيب آخرون في عملية جيش الاحتلال على جنين ومخيمها بدأت قبل فجر اليوم، مدعومة بطائرات أباتشي وأخرى مُسيرة.
وتصدى مقاومون بأسلحتهم الرشاشة لقوات الاحتلال وجرت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، واستهدفوا الآليات المقتحمة بعدة مناطق بعبوات محلية كبيرة، أدت لإصابات مباشرة حسب بيانات لعدد من الفصائل، كما ألقى الشبان قنابل محلية الصنع نحو آليات الاحتلال.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال، إن (إسرائيل) أبلغت السلطة الفلسطينية والسلطات الأردنية بشأن العملية الجارية في مدينة جنين ومخيمها، وهو ما دفع للتساؤلات عما فعلته السلطة ولماذا لم تحمي ظهر المقاومين.