قائمة الموقع

مقال: أبطال 2002 صنعوا المجد في جنين

2023-07-03T19:46:00+03:00
الرسالة نت- د. خالد النجار

تتعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل، وكلٌ يسجل بصمته بدمه وأشلاءه، ينقش بإسمه قصة بطولة في شوارع وأزقة المدن والمخيمات، ويكتب التاريخ في أنصع الصفحات. وفي لادة جديدة لتاريخنا المشرف، تقود جنين ملحمة من جديد، بعد عشرين عامًا من عملية السور الواقي، ليبقى المخيم المحرك والسهم الثاقب، الذي أصاب كبد منظومات الاحتلال الصهيوني، ولا يزال يهدد أمنه، ويقود الصراع في الضفة عبر مسارات عدة، بدأت بتكتيك العمليات الفدائية النوعية، والتي غيرت قواعد اللعبة، وصولاً لإدخال العديد من الأدوات القتالية التي لم يتوقعها الاحتلال، وباتت تقديراته الأمنية في مهب رياح وأعاصير جنين.

نتنياهو الذي رفض السير على خطى أسلافه في جيش الإرهاب والتطرف في مهاجمة جنين وشن عملية عسكرية على غرار عملية السور الواقي 2002، بات أكثر خوفًا، وقلقًا من أن يخسر قواعد الاشتباك أمام جيل وُلد فعليًا بين آلات الحرب التي اجتاحت جنين في ذاك العام، خرج هذا الجيل اليافع المتمرد على الظلم والاحتلال بقوة الإرادة والعزيمة من بين الدمار والنار، بعد أن اشتد عوده وهو يتدرب على أسلحة دُفع ثمنها دماءً وشحت شوارع ومدن الضفة، وأعادت خارطة الوطن لحدوده وأساسياته، وتاريخه، ومستقبله الذي يزهر بهذا الجيل الذي رفض عبودية أوثان العدو، وامتلك رغبة القتال، والسيف، والبندقية.

في جنين، ولد الأحرار، الثوار، الكواسر من أبناء شعبنا، فولادتهم هي ولادة جديدة للمشروع، ونهج صحيح على طريق المقاومة، واستماتة من أجل استعادة الحقوق المغتصبة، وعزة لشعبنا ومقاومتنا وقضيتنا، فكل من على هذه الأرض المباركة يقف اليوم منبهرًا أمام صنيع الرجال في جنين، وأمام بطولاتهم الخالدة في التاريخ، وأمام تلك الدماء الزكية التي حركت العالم بأسره، وأذلت مؤسسات الأمم التي وقفت عاجزة في إدانة جرائم الاحتلال وعدوانه ضد الإنسان، والحجر، وكل المخلوقات في ضفتنا الأبية على الانكسار.

يحاول العدو من جديد أن يضع جنين في مقصلة الموت والتفرد، معتقدًا أن المقاومة ستخذل شعبها، أو ان تكون عاجزة عن الاستجابة لصرخات المكلومين، ونداء الأبطال، فما خُلقت الفزعة إلا للرجال، ومَن هُم من أصلاب الحرائر والأحرار. ولقد عودتنا المقاومة أن الدماء شعلة لا تنطفيء، لكنها بحاجة لمن يصون هذه الشعلة، ويحمي لهيبها وبركانها الثائر، فالساعات والأيام حبلى بكل مفاجئة ستضرب خاصرة وقلب وكبد العدو، وتذيقه بأس وثأر الأحرار.

اخبار ذات صلة
صنعوا المجد
2022-12-15T16:44:00+02:00
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00