لا يزال الكثير في جعبة المقاومة بجنين، والتي تواصل وتستبسل وتدافع عن طهر وشرف فلسطين والأمة بأكملها، وهي تقود ملحمة تاريخية كبرى، تضاف للتاريخ المشرف لفصائل المقاومة؛ فلم يشعر العدو حتى الآن بنشوة التفرد بجنين، ويدرك أن القوة التي تقاوم هي منظومة واعية، مدربة، كانت تنتظر مثل هذا السيناريو، لذلك يحاول تدمير المخيم قبل الخروج منه، وهو يعلم أنه لا يستطيع.
لذلك فَقدَ الجيش عوامل الحسم السريع، وما زال يتعرض لكمائن تصطاد آلياته وجنده، في إطار معركة الأزقة والحارات، ويحظى بخسائر بشرية فادحة، وأخرى فنية بعد أن باتت المقاومة تهدد مراكز التحكم والسيطرة التي نقلها الاحتلال على أطراف المخيم.
نحن أمام ساعات حاسمة، إما سينسحب الجيش، أو سيوسع عدوانه ويتجه نحو التركيز على القصف الجوي العنيف، والذي بات أمرًا معتادًا في المواجهات الأخيرة؛ لذا وفي حال وسعت المقاومة دوائر التصدي، وأثخنت في العدو، سيدفع الاحتلال نحو تعزيز قواته ومواصلة العدوان، نظرًا لأن هدف العملية هو إحباط ذاتي لخلايا المقاومة، وتقويض قدرتها العسكرية والبشرية.
الخيار الأمثل للمقاومة، هو السيناريو المعمول به حاليًا، وهو تنفيذ عمليات كر وفر، من خلال قنص الجنود، وتفجير العبوات الناسفة، وإعداد الكمائن في الأماكن المغلقة والمأهولة، وهو ما سيراكم من تعقيد المشهد أمام جيش غالانت وعصابات الهاغاناة.
التحديات باتت كبيرة أمام نتنياهو، الذي يرفض الانسحاب دون أن تتكبد المقاومة خسائر كبيرة، باعتباره أخذ على عاتقه مبدأ تصفية حساباته مع المقاومة، والتي بدأ مراحلها منذ معركة ثأر الأحرار، إذ فشل في تحقيق أي انجاز سياسي خلالها، وباعتقادي أنه سيفشل في جنين وفي كل محافظات الضفة التي يمارس بها نفس الأسلوب والنهج والتطرف والإرهاب.