عدوان جنين يفتح جبهة المقاومة الشاملة بالضفة

الرسالة نت-خاص

نجحت المقاومة في الضفة في نقل المعركة مع الاحتلال إلى مرحلة جديدة والتي تمثل سيناريو الرعب للاحتلال من استمرار الاشتعال وتنامى العمل المقاوم.

وتعتبر الضفة الخاصرة الضعيفة للاحتلال، ولطالما حذرت أوساط (إسرائيلية) من تطور المقاومة في مدنها وقراها، وهو ما يحدث اليوم.

وعلى عكس السنوات الماضية، يجد جيش الاحتلال صعوبات كبيرة في اقتحام مدن وقرى الضفة، في وقت بات مخيم جنين عصيا على الاحتلال، وهو ما يؤسس لمرحلة جديدة من المقاومة.

** مرحلة جديدة

المحلل السياسي عدنان الصباح، أكد أن ما يحدث الآن بالضفة، هو ما يخشى الاحتلال منه منذ سنوات طويلة، "والذي يتمثل في تنامي المقاومة في مخيم جنين لدرجة تمنع الاحتلال من اقتحامه".

وقال الصباح في حديث لـ (الرسالة نت) إن جيش الاحتلال حشد عناصره وعتاده وأعلن أنه اختار أفضل فرقه للمشاركة في المعركة، وفشل في البداية بعنصر المفاجأة وهو ما ساهم بتحوّل جذري في المعركة لصالح المقاومة الفلسطينية.

وأكد أن فشل الاحتلال في الوصول للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين وانسحابه دون تحقيق أهدافه يؤسس لمرحلة مهمة في مقاومة الضفة.

ووجه الصباح سؤاله للسلطة التي تجري خلف المفاوضات: "أين أنتم من مشروع المقاومة الذي اختاره الشعب الفلسطيني وبات نهجا واضحا لا خلاف عليه".

ودعا لضرورة الاستمرار في تبني النهج المقاوم وخصوصا في مدن الضفة التي عانت في سنوات سابقة من ضعف المقاومة لأسباب عدة أهمها استمرار التنسيق الأمني.

في حين، اعتبر مسؤول استخبارات العدو "أمان" سابقًا، اللواء تامير هايمان، أن العملية في جنين فاشلة بدون إطار سياسي يقنع المجتمع الدولي بجدواها.

وفي سلسلة تغريدات على تويتر كتب “هايمان” بأن العملية في جنين ليست “سور واقي 2، واقترح أيضًا التوقف عن استخدام عبارات مثل “عملية لاستعادة الردع”، استعادة الردع ليست هدفًا عمليًا لأنه غير قابل للقياس.

وأكد أن الأهداف الصحيحة هي القضاء على المقاومة وضرب معامل المتفجرات والمسلحين، فجنين ليست عاصمة المقاومة لأن المقاومة ليست لها عاصمة، فهي موجودة في قلوب الناس ودوافعهم، الأمر لا يتعلق بنقطة واحدة إننا إذا قمنا بتفكيكها، فعندئذ نكون قد حللنا المشكلة.

 وأضاف: "الواقع أكثر تعقيدًا، كما أن هذه ليست عملية ضد السلطة الفلسطينية لأنه من مصلحة (إسرائيل) الحفاظ على وجودها، على الرغم من التصريحات التحريضية من بعض الأطراف، والسلطة بكل عيوبها جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة".

الكاتب والمختص بالشأن السياسي، محمد شاهين، أكد أن المقاومة في الضفة بعد عدوان جنين ليست كما قبلها، "وخصوصا بعدما فشل الاحتلال في تنفيذ مخططاته وقدرة المقاومة على إدارة المعركة والتخطيط الجيد والتمويه وقتل الجنود الصهاينة".

وقال شاهين في حديث لـ (الرسالة نت): "المقاومة تفكر اليوم بطريقة عبقرية، فهي ترسم وتخطط وتنفذ ولم يعد العمل المقاوم في الضفة عشوائيا، وهذا أساس في تطورها وديمومتها".

وأضاف: "الذين يقاتلون اليوم في جنين ويقضون مضاجع الاحتلال، هم أبناء الشهداء والجرحى في عملية "السور الواقي" عام 2002".

وتابع: "جنين تؤكد اليوم كما باقي مدن الضفة أنه لا خيار عن المقاومة في ظل الفشل الكبير لمشروع التسوية الذي تنتهجه السلطة".

وأشار إلى أن عملية تل أبيب التي تزامنت مع عدوان جديد على مخيم جنين، تأتي لتؤكد على وحدة الرد من أكثر من مكان، "فكان المنفذ من مدينة الخليل، لتلتحم شمال الضفة مع جنوبها".

البث المباشر