يخلق تنامي المقاومة والعمل المسلح المتصاعد في مناطق الضفة، الخشية لدى المؤسسة العسكرية الصهيونية، من تطور هذا العمل والتحول لشكل منظم وهو ما يمثل عامل قلق سيما مع الواقع الجغرافي المتشابك بين مناطق الضفة مع الأراضي المحتلة.
الخوف الأكبر الذي يراود الاحتلال ذهاب المقاومة في جنين إلى استلهام ونقل تجربة تطور إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، خاصة بعد تكرار إطلاق قذائف صاروخية بدائية على المستوطنات. بالضفة انطلاقا من جنين.
ويعكس ذلك حديث المعلق (الإسرائيلي) "يوآف ليمور" بالقول، إن التحدّي ليس من الصاروخ الذي أطلق قبل أيام أو اليوم، بل الذي سيطلق غدًا، في إشارة منه إلى إمكانية تطور تلك التجارب كما جرى في قطاع غزة.
وأكد جيش الاحتلال العثور على بقايا صواريخ بدائية على أطراف كيبوتس "رام اون" ومستوطنة "شكيد"، مؤكدا أنه يدرس توفير منظومة إنذار لقاطني تلك المستوطنات. فيما أعلنت كتيبة العياش مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
بدوره قال مجلس مستوطنات "جلبوع" إن الجيش يتابع الحدث وأنه لا توجد توجيهات خاصة للسكان، مشيراً إلى أن التطورات الأمنية الأخيرة في منطقة جنين باتت مقلقة ووصلت درجة إطلاق الصواريخ.
ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن السياسي والأمني د. أيمن الرفاتي أن تصاعد عمليات تصنيع وتجريب الصواريخ في الضفة شكّل صدمة لكيان الاحتلال الذي تعالت فيه الأصوات التحريضية على المقاومة في شمال الضفة، وتحديداً جنين.
ويوضح الرفاتي في حديثه لـ "(الرسالة) أن خطر الصواريخ في الضفة كبير، لإمكانية تطوّر هذه الصواريخ بشكل أسرع من أي وقت سابق، نظراً إلى أن المقاومة في الضفة يمكنها بمساعدة شقيقتها في غزة الوصول إلى خطوات أكثر تطوراً بالاستفادة من تجاربها في إنتاج الصواريخ.
ويبين أن امتلاك المقاومة سلاح الصواريخ في الضفة مؤشر خطر، وإن كانت الصواريخ بدائية، فإنها ستظل عملاً مقاوماً لا يخضع لأي اعتبارات أو قواعد اشتباك، وهو ما يعني تصاعداً في استراتيجية المشاغلة مع الاحتلال، التي تعمل بدرجة أساسية على استنزاف قواته واستمرار حالة عدم الاستقرار لديه.
ويشير إلى أن إطلاق الصواريخ من الضفة المحتلة سيكون أسهل وأكثر تأثيراً في مستوطنات الاحتلال، إذ لن تحتاج المقاومة إلى مديات كبيرة للوصول إلى أهدافها، وهو ما سيشكل تهديداً حقيقياً لعمق الاحتلال، فـ"تل أبيب" والعفولة والخضيرة وحيفا لا تبعد عن مناطق الضفة سوى عشرات الكيلومترات.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن تطور المقاومة في الضفة لم يعد يخفى على أحد، فيما تكشف المعركة الأخيرة بجنين حجم عملية التصنيع والتي بدأت بشكل جاد وخاصة في مناطق شمال الضفة.
ويضيف الصواف في حديثه لـ (الرسالة) أن تجربة إطلاق الصواريخ التي عثر الاحتلال على بعض بقاياها، ترافق أيضا مع تدشين العبوات الناسفة والأدوات المتعددة تدلل على تطور المقاومة بشكل يشابه ما جرى في قطاع غزة.
ويشير إلى أن المقاومة في تطورها وصراعها تحقق اليوم ما لم يتحقق الأمس، مما يعطي مؤشرا على أن معركة التجهيز والإعداد متواصلة ولن تنجح مساعي الاحتلال في الحد منها.