قائد الطوفان قائد الطوفان

أهوال من الخليل وضربات في جيلو

المقاومة في جنوب الضفة.. جمر تحت الرماد

الرسالة نت- الضفة

 لطالما كانت محافظات جنوب الضفة الغربية بمدنها وقراها ومخيماتها، أرضاً خصبة للعمل المقاوم، وشكلت نقطة انطلاق لعشرات العمليات الفدائية التي أوجعت العدو، وخلفت عشرات القتلى في صفوف جنوده ومستوطنيه.

 وتنتشر في جنوب الضفة عشرات المستوطنات والمواقع والحواجز العسكرية الإسرائيلية الجاثمة على أراضي المواطنين، وتعتبر الأكثر قرباً للتجمعات السكنية الفلسطينية، وهو ما جعلها خاصرة رخوة للاحتلال وسهل على المقاومين استهدافها خلال انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000.

جمر تحت الرماد

 في الثاني عشر من يونيو عام 2014 نجحت مجموعة قسامية في مدينة الخليل بأسر ثلاثة من جنود الاحتلال بعد أيام من الرصد والمتابعة، ووفقًا لما أعلنته القسام فقد أجهز المجاهدون لظرف طارئ على الجنود الأسرى، وأخفوا جثثهم في أرض شمال غرب حلحول جنوب الضفة.

وبمساعدة أجهزة السلطة، عثر الاحتلال على جثث جنوده القتلى بعد 18 يومًا من إخفائها، وعلى إثر ذلك شن عملية مطاردة لمنفذي العملية القساميين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، ليرتقيا في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2014 شهيدين في اشتباك مسلح، بعد أشهر من المطاردة.

في حين حكمت محكمة "عوفر" العسكرية على الأسير حسام القواسمي، الذي اعتُقل قبل العثور على جثامين المستوطنين، بالسجن الفعلي لثلاثة مؤبدات.

مع اندلاع انتفاضة القدس، أصرت المقاومة في جنوب الضفة على المشاركة في التصدي للاحتلال والثأر لدماء الفلسطينيين.

ففي الثامن عشر من يوليو/ تموز 2016، نفذ القسامي عبد الحميد أبو سرور (19 عاماً)، عملية تفجير لحافلة (إسرائيلية) تحمل الرقم (12) في القدس المحتلة، وأصيب على إثرها 21 (إسرائيلياً) بجروح وحروق، وأعلن الاحتلال استشهاده بعد يومين من العملية.

  وتعيد عملية تقوع التي نفذها المجاهد عمار أمين النجار من الخليل، وقبلها عملية "كريات أربع" التي نفذها الشهيد محمد الجعبري، رفع راية المقاومة في جنوب الضفة التي أبدع طوال سنوات في تنفيذ العمليات بأيدي مجاهدي القسام والسرايا والأقصى، عبر خلايا متعددة ساهمت في شل حركة المستوطنين وإرباك جيش الاحتلال.

  أهوال الخليل

 هي الوحدة القسامية التي نشطت بقوة في جنوب الضفة الغربية في التسعينات، وأسسها القائد الشهيد عماد عقل، ثم قادها من بعده المهندس يحيى عياش فأعاد تشكيل الوحدة تحت اسم (وحدة الدفاع عن المدنيين الفلسطينيين).

 كان من أبرز أبطالها (جهاد غلمة وطاهر قفيشة وحامد يغمور وأمجد أبو خلف وأمجد شبانة وفريد الجعبة ومحمد صالح وعايد الأطرش).

ومضت هذه الوحدة باستهداف جنود الاحتلال ومستوطنيه وتنفيذ العديد من العمليات النوعية في الخليل وبيت لحم، والتي أسفرت في مجموعها عن مقتل وإصابة أكثر من اثنين وعشرين جنديًا ومستوطنًا.

 وعلق قال الجنرال (الاسرائيلي) "شموئيل غورين" (القائد السابق للضفة الغربية) على الوحدة القسامية قائلًا: "إنه لأمر عجيب أن يبدي مقاتلو حماس هذه الإرادة القوية والعناد الكبير عندما يُحاصرون بالدبابات والجنود وتحلق الطائرات فوق رؤوسهم ومع ذلك لا يستسلمون، وإنه حقًا لشيء يثير الإعجاب أن يقاوم مقاتل ويصمد لأكثر من 12 ساعة في مواجهة مئات الجنود المزودين بأحدث الأسلحة والمعدات".

 ويضيف "لقد تحول هؤلاء المقاتلون إلى أسطورة في نظر قادة الجيش وجهاز الشاباك، بل لقد اهتزت المعنويات في صفوف الجنود لليأس من القضاء على هؤلاء، إذ أن مهمة البحث عن ما يقارب العشرين مطاردًا من حماس تتطلب أكثر من 3000 جندي بالإضافة إلى المجهودات التي يستثمرها جهاز المخابرات وعملاؤه في جمع المعلومات الاستخبارية عنهم".

 ضربات في "جيلو"

 وإلى جانب أبناء كتائب القسام أمثال نادر الجواريش وعلاء الدين عياد وموفق بداونة وإيهاب موسى وخالد الزير وجميل جاد الله وأحمد عابدة وطالب هرماس، كان لمجاهدي سرايا القدس وكتائب الأقصى أمثال القائد عاطف عبيات دور مهم في تفعيل المقاومة جنوب الضفة وتنفيذ العمليات الفدائية.

 شارك الشهيد عاطف أحمد عبيات في تأسيس النواة الأولى لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، بعد استشهاد رفيقه حسين عبيات.

وكان لعبيات دور بارز ظهر في ساحة العمل المقاوم وخاصة خلال معركة بيت جالا، وعملية قتل مستوطنة إسرائيلية في اكتوبر عام 2001، والتي اغتيل بعدها في تفجير استهدفه في بيت لحم.

ووجهت المقاومة من بيت لحم عدة ضربات لمستوطنات الاحتلال، في محيط المحافظة، خاصة مستوطنة "جيلو" التي تلقت وجبات دسمة من عمليات إطلاق النار والقصف بمدافع الهاون، في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى، وكانت خاصرة رخوة أمام المقاومين للضغط عليها، خلال حرب الاستنزاف المفتوحة مع الاحتلال.

البث المباشر