لا زالت الحكومة الصهيونية تعاني من أزمة تلو الأخرى أولها ما حققته المقاومة في جنين وما لحق بجنود دولة الاحتلال في اقتحام مخيم جنين في الثالث من مايو، ولذلك تبحث الحكومة عن انتصارات وهمية هنا أوهناك ترمم مقولة الجيش الذي لا يهزم، الجيش الذي هُزم في غزة وجنوب لبنان ومخيم جنين وجر أذيال الخيبة خلفه، ثانيها الأزمة الداخلية والاحتجاجات على خطة الإصلاح القضائي والتي يسعى نتنياهو لتطبيقها لإلغاء محاكمته بتهم الفساد، هذه الإصلاحات التي يقودها وزير القضاء يارييف ليفين.
لذلك يسعى نتنياهو لإرضاء المتطرفين والمجتمع الصهيوني باستهدافه للمسجد الأقصى من خلال السماح للمستوطنين باقتحامه، الجديد في الأمر بالأمس الثلاثاء ال 18 من يوليو تم تنفيذ جولات استفزازية في ساحات المسجد، وأداء طقوسا تلموديه في باحاته بشكل علني وجماعي، بعد اقتحامه من جهة باب المغاربة، في اطار السعي الحثيث للتأسيس المعنوي للهيكل المزعوم بفرض كافة الطقوس التوراتية، سعيا لاستفزاز مشاعر المسلمين مما يؤسس لحرب دينية.
ولذلك نؤكد أن ما يخطط له اليمين المتطرف عبر هذه الاقتحامات والممارسات المستفزة لهو أمر خطير جدا يضرب به كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية ويؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع دولة الاحتلالـ، لذلك مطالبين المسلمين عامة من الوقوف عند مسؤولياتهم اتجاه هذه الممارسات وردع الاحتلال للتراجع عن المضي قدما في مخططاتهم، وبناءً على ذلك يجب اتخاذ خطوات عملية وسريعة تبدأ من الساحة الفلسطينية مرورا بالدول الإسلامية وصولا للمجتمع الدولي من خلال :1-استنفار جميع المرابطين للرباط في المسجد الأقصى وعدم الانصياع لقرارات دولة الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، وجعل يوم الاقتحامات يوم بلاء على دولة الاحتلال في جميع أحياء القدس.
2-تكثيف العمليات الفردية والجماعية ضد جنود الاحتلال في جميع المدن الصهيونية والتركيز بشكل أساسي على مدينة القدس.3-تحديد يوم شهريا يتم خلاله تنظيم وقفات في جميع المدن الفلسطينية نصرة للقدس وتصدير بيانات تخاطب المجتمعات المسلمة وفضح من خلالها ممارسات الاحتلال.
4-الدعوة لتنظيم وقفات تضامنية على فترات في العواصم العربية والإسلامية وأن تكون مستمرة وألا تكون فقط كردة فعل، لاحياء قضية الأقصى في قلوب الشباب المسلم وشحذ الهمم نحو الأقصى.5-تركيز الكتاب والإعلاميين واستخدام وسائل التواصل الحديثة وتجنيدها لهذه القضية وتوضيح ماذا يريد الاحتلال من هذه الممارسات.
6-يجب أن تكون غزة حاضرة والجبهات مستعدة في لحظة الصفر، ويجب أن تصل الرسالة عبر العمليات المركزة التي تختارها الغرفة المشتركة أنه من أجل القدس والأقصى تهون الدماء كما حدث في معركة سيف القدس.
الرسالة يجب أن تصل لقادة دولة الاحتلال من خلال الخطوات السابقة بأنه لن نقبل بأي شكل من الأشكال الاستفراد بالمسجد الأقصى والقدس، وأنها ستبقى قبلة الصراع المركزية ليس مع الفلسطينيين فحسب، ولكن مع كل شبل وشاب وامرأة مسلمة في أي بقعة على الأرض، وما يخطط له اليمين المتطرف لن يمر مرور الكرام وستأتي لحظة الصفر اذا استمرت هذه الممارسات والتي ستكون وبالاً على دولة الكيان.