قائمة الموقع

مقال: أكبر أزمة داخلية تهدد المجتمع الصهيوني

2023-07-23T10:19:00+03:00
فادي رمضان

الأزمة الداخلية في دولة الاحتلال لا زالت تلقي بظلالها على مدى 28 أسبوعا ودخولها بال 29 من مسيرات وفعاليات رافضةً التعديلات القضائية التي يحاول نتنياهو تمريرها وتطبيقها، ساعيا خلف ذلك التهرب من المثول امام القضاء بتهم الفساد المنسوبة له ،وبين شدٍ وجذب مع المعارضة تتسع كل يوم بقعة هذه الازمة لتشمل فئات جديدة وأعداد متزايدة من المجتمع الصهيوني الرافضين لهذه التعديلات.

لا يختلف اثنين على ان هذه الازمة الحقيقية قد اثرت فعلا على الحياة والاقتصاد والسياسة وغيرها من المجالات داخل المجتمع الصهيوني، ولكن الجديد هو الاعلان حتى يوم الاربعاء الماضي عن توقف 161 ضابط احتياط من سلاح الجو عبر ارسالهم رسالة يعلنون خلالها أنهم: "يتوقفون عن التطوع في خدمة الاحتياط"، وأبلغ يوم الجمعة الماضي أكثر من 1100 عنصر في رسالة موجهة لقيادة سلاح الجو الاسرائيلي عن وقف نشاطهم التطوعي اذا استمرت الحكومة بالمضي قدما في التعديلات القضائية دون توافق، ومن بين هؤلاء نحو 500 عنصر من الطيارين الاحتياطيين ، وبحسب ألون بن دافيد المراسل العسكري للقناة الـ13 الصهيونية إن معنى هذا -أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد قادرا على خوض أي حرب في الوقت الراهن-.

بينما  التحذيرات من قادة الجيش من تسرب الانقسام في المجتمع الصهيوني إلى داخل الجيش، أثار فيلم درامي قصير جرى تداوله بشكل واسع عبر الإنترنت في دولة الاحتلال، صدمة وانتقادات حادة في الشارع الصهيوني، بعدما أظهر الفيديو أحد جنود المشاة وهو يشارك في معركة ويطلق نداء لطلب دعم جوي، إلا أن الطيار سأله "هل أنت مع الإصلاحات أم ضدها؟

اذا تركيز اعلام العدو على سلاح الجو وتزايد أعداد الرافضين للخدمة له مدلولات كبيرة لأهميته لدولة الاحتلال، واعتمادها عليه بشكل اساسي في جميع حروب ومعارك دولة الاحتلال، ولكن ما احب التنويه إليه ان دولة الاحتلال تحاول دائما تصدير أزماتها الداخلية والتغلب عليها بتفعيل ازمة خارجية، ومما لا شك فيه انها دائما تعتمد عنصر الخدعة والمفاجأة في معاركها وحروبها، وهذا ما حدث في غالبية معاركها التي بدأتها ضد قطاع غزة وغيرها، ف بالرغم من وجود ازمة حقيقية الا اننا يجب ألا نغفل الاهداف العديدة التي ربما تكون خلف هذه الموجه من التصريحات الاعلامية والتي تركز بشكل اساسي على الضعف الذي سيصيب سلاح الجو خلال اي معركة قادمة، وممكن التنويه لهدفين:اولا: هي رسالة تخاطب فيها الحليف المركزي الأمريكي وحثه على تغيير موقفه ودعم الحكومة الحالية لمنع تفكك الجيش، حيث ان الرئيس الأمريكي بايدن حسب التقارير الاعلامية يرفض استقبال نتنياهو منذ عودته لرئاسة الحكومة لرفضه للتعديلات القضائية.

ثانياً: تحاول خداع الإقليم بوجود ضعف لسلاح الجو لتوجيه ضربه جوية مفاجئة لإحدى الاهداف في المنطقة، حيث ان سلوك قادة الحكومة والمناورات والاستعدادات الأخيرة تؤكد استعداد الجيش لمعركة كبيرة في المنطقة.

لذلك فإننا على اعتاب تحولات ستشهدها المنطقة ستحاول دولة الاحتلال من خلالها التغلب على ازمتها الداخلية والتي سيتحدد شكلها بعد يوم الاثنين 24 من يوليو حيث التصويت على التعديلات القضائية، لذلك يجب عدم انتظار الفعل ليكون ردة فعل، ويجب بذل الجهد الاستخباري والتحليل الأمني بشكل أساسي على جملة التصريحات المتلاحقة من اعلام العدو، وعدم الركون للمعلومات الصادرة عن الاعلام الصهيوني الذي يخضع بشكل اساسي للرقابة العسكرية والبناء عليها، وحبذا لو تم اختبار هذه المعلومات بطريقة عملية محسوبة في احدى الجبهات بعد التنسيق بين جبهات محور المقاومة ليتم البناء عليها في المستقبل القريب، حيث ان ذلك من شانه افشال مخططاته وارباك حساباته.

اخبار ذات صلة