قائمة الموقع

أعداء الجزيرة يتساقطون

2011-02-13T12:37:00+02:00

الرسالة نت – عبد الحميد حمدونة

بعد الوثائق الدقيقة التي نشرتها الجزيرة بشأن المفاوضات المذلة بين سلطة فتح في الضفة الغربية المحتلة و"إسرائيل"، والتحقيق الذي اجرته لجنة شكلها محمود عباس لمعرفة مسرب الوثائق، استقال صائب عريقات من منصبه كرئيس لدائرة المفاوضات في منظمة التحرير، فما هو مدلولات هذه الاستقالة وهل تنحي مبارك له علاقة بالاستقالة؟!.

يشار إلى أن عريقات لم يظهر على شاشات التلفزة بعد لقائه المشهور مع المذيع أحمد منصور أواخر يناير الماضي، والذي قال فيه :" "هذه التسريبات مسألة أمن قومي، وانا قلت سابقا واقول الآن، " إذا ما ثبت أن الوثائق سربت فعلا من مكتبي فأنا الوحيد المسؤول عن ذلك، وسأتحمل مسؤوليتي كاملة، ورجل مثلي يعرف ماذا يعني ان يعلن انه سيتحمل المسؤولية".

محللون سياسيون، أجمعوا على أن عريقات سيتحمل المسئولية الكاملة أمام القانون وسيسأل أمام المجلس التشريعي الفلسطيني عن كل التنازلات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني والتي قدمها على طبق من ذهب وفضة "لإسرائيل".

الرعيل الأكبر

المحلل السياسي مؤمن بسيسو، يرى عدم وجود مؤشرات ومعطيات تربط بين حادثة تنحي مبارك واستقالة عريقات، ولكن هناك رابط غير مباشر وهو فقدان الرعيل السياسي الأكبر وهو النظام المصري السابق".

وقال :" وثائق الجزيرة كشفت تنازلات رسمية من المسئولين في رام الله "لإسرائيل"، لافتا إلى أنها تحاول إحياء شرعيتها المفقودة من خلال مجموعة من الإجراءات كتغيير بعض الطواقم ، والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية".

وأكد أن هذه الاجراءات تهدف إلى تجميل صورة سلطة فتح وابعادها عن مسلسل التغيرات الذي يشهده الوطن العربي، موضحا أن "إسرائيل" هي الخاسر الأكبر من وقف المفاوضات.

بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استقالة عريقات تأكيد على فشل عملية التسوية، ودليل على تورط السلطة بكل ما نشر في وثائق ويكيليكس وقناة الجزيرة، داعية إلى محاسبة كل المتورطين في التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.

مفاوضات عبثية

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أكد في تصريحات للجزيرة، أن وثائق الجزيرة كانت صحيحة وأن الهجمة التي شنت عليها عقب نشرها فضائح السلطة كانت عبثية.

وقال " الوثائق تؤكد أن هناك تنازلات خطيرة من قبل المفاوض الفلسطيني، واستقالة عريقات تؤكد صحة الوثائق".

وتحدى الزعاترة فريق التفاوض أن يقدموا أو يغيروا ما حدث، مشدداً على أن الذي جرى اعتراف حقيقي بمصداقية الوثائق.

وكان صائب عريقات  رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، قد أعلن أول أمس، استقالته من دائرة شؤون المفاوضات، على خلفية ما كشفته قناة الجزيرة من وثائق كشف المستور حول المفاوضات الفلسطينية - الصهيونية.

من جانبه اعتقد المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن هناك رابط متين بين سقوط نظام مبارك واستقالة عريقات، فالأخير لم يقدم استقالته الا بعد سقوط الأول، مع العلم أن الوثائق التي نشرتها الجزيرة كانت قبل أحداث مصر.

وقال أبو رمضان " استقالة عريقات جاءت على خلفية الحراك الشعب الذي تحياه الأمة العربية"، مؤكدا أن الصهاينة لم يقدموا شيئا للفلسطينيين، فالتهويد ما زال قائما.

وأوضح أنه لا مجال للحديث عن المفاوضات في الوقت الراهن، داعيا كافة الفصائل للالتقاء على كلمة سواء وإغلاق ملف التنازلات للأبد والذي تستغله "إسرائيل" على الدوام لمصلحتها.

وأشار المحلل إلى أن الساحة الفلسطينية لا تحتمل مثل هذه الأبعاد الخطيرة، والمهم هو استخلاص العبر من نهاية المفاوضات، مطالبا التشريعي بالتأني في اصدار أي قرار ضد عريقات.

"الفضح والمهانة" هي نهاية كل مفاوض مع الصهاينة، فبالأمس انكشف روحي فتوح بتهمة تهريب جوالات والذي فضحه الإحتلال، واليوم سقط صائب عريقات بتهمة أعظم وهي التنازل عن القدس وسلب حق اللاجئين، فهل يا ترى يتعظ الباقون؟!

اخبار ذات صلة