قائد الطوفان قائد الطوفان

إعلام "مبارك" .. من خنجر مسموم لحمامة سلام

الرسالة نت- أيمن الرفاتي

تعتمد الأنظمة في الدول الاستبدادية على اعلامها الحكومي والمساند له لتشويه أية محاولات تمس بدكتاتوريها وفسادها، فبشكل مباشر تشن الحملات الموجهة التي تكيل الاتهامات الجاهزة بحق من يقوم بها حتى وإن كان شباب الدولة المستقلين, لكن بعد انهيار النظام والدكتاتورية تنقلب على نفسها لتسير في ركب من انتصروا.

ولقد أبرزت الثورة المصرية مدى الانقلاب الذي حصل في الاعلام المصري المدافع في البداية عن  النظام وعن حكم حسني مبارك، وكيف انقلب و ركب الموجة في يوم وليلة ليتغنى بثورة الشباب.

الصحف تحول جذري

فالصحف الحكومية المصرية غيرت مواقفها بصورة جذرية، فبعد استمرارها في وصف المتظاهرين، منذ بداية الثورة، بـ"ىشرذمة" ضالة تحركها أجندات أجنبية مدفوعة من أميركا وإيران وإسرائيل وحزب الله وحماس"، تحول هؤلاء على صفحاتها، بعد سقوط نظام حسني مبارك، إلى "ثوار نبلاء".

وفيما كان نائب الرئيس عمر سليمان يذيع خبر تنحي مبارك، حتى سارعت الصحف الرسمية للحاق بركب الثورة فور اذاعة عمر سليمان الخبر, حيث عنونت "الأهرام" صفحتها الأولى، بـ"الشعب أسقط النظام"، ولم تتوان عن إصدار ملحق خاص تحت اسم "ثوار التحرير" بعدما كانت تتجاهل الثورة والبلطجة التي تعرضت لها طيلة أيام الثورة.

ومن مظاهر التحول في صحيفة الأهرام في مقال نشر بعنوان "لا لجيل الثلاثينيات"، انتقدت الصحيفة الرسمية، في عدد لها مؤخراً، سليمان والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لإعلانهم في أوقات مختلفة استعدادهم قيادة البلاد, وقالت في حقهم "كل الوجوه التي احتلت السياسة الرسمية لسنوات طويلة عليها أن تصمت إلى الأبد".

أما صحيفة الجمهورية فقد رحبت بالمرحلة الجديدة التي دشنها تنحي حسني مبارك عن الرئاسة. وعنونت أهم أخبارها بــ" مبارك يتنحى والجيش يحكم"، و"انتصرت ثورة 25 يناير"، و"القوات المسلحة تحيي مبارك على ما قدمه للبلاد حربا وسلما، وتؤكد أنها ليست بديلا للشرعية".

وتناولت افتتاحيتها بعنوان "70 مليارا"، وقالت "بغض النظر عن صحة امتلاك مبارك وأسرته هذا المبلغ فان شعبية مبارك التي قامت على أنه نصير محدودي الدخل والفقراء، تحطمت".

إعلام السلطة

ولم يكن الإعلام التلفزيوني بعيداً عن هذا الانقلاب المفاجئ، وإن كانت مؤشرات التشرذم بين صفوفه ومحاولة الارتداد عن مواقفه الأولى قد ظهرت قبل فترة قصيرة على سقوط مبارك، فخرج في بيان هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح "الثورة العظيمة".

وقال إن "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري يهنئ الشعب المصري بثورته العظيمة التي قادها خيرة شباب مصر، ويقدم كل التحيات للقوات المسلحة لدورها العظيم في حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين"، كما تعهد الاتحاد أن يكون "أمينا في رسالته".

ويأتي هذا الموقف، بعد سلسلة من التهديدات تلقاها التلفزيون من المتظاهرين نتيجة تغطيته المنحازة لتظاهرات 25 يناير، أبرزها كان الطوق الذي احكمه المتظاهرون أمس الأول حول مبنى الإذاعة والتلفزيون مانعين موظفيه من الدخول إليه أو الخروج منه.

وقد عاد محمد سعد مقدم البرامج الحوارية الشهير للظهور مرة أخرى على شاشة التلفزيون المصري بعدما قام أنس الفقي بتنحيته عن الشاشة لمناصرته الثورة ورفضه لمهاجمة الطلاب.

وفي سياق متصل، تجمع عشرات الصحافيين في "وكالة أنباء الشرق الأوسط" الرسمية احتجاجا على أسلوبها في تغطية الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم مبارك وطالبوا بسحب الثقة من إدارة الوكالة.

ووقع حوالى 30 صحافياً على بيان يستنكر الموقف المشين الذي اتخذته الوكالة من تغطية أحداث الثورة واتهامها بتزييف ثورة الشارع المصري "ما أدى لإهانتنا وتشويه موقفنا كصحافيين وإفقاد الوكالة مصداقيتها المهنية داخلياً وخارجيا".

 

البث المباشر