نظم فلسطينيو الداخل وقفة يوم الخميس الماضي في ساحة دير وكنيسة مار الياس في مدينة حيفا داخل الأراضي المحتلة عام الـ48، مع تصاعد اعتداءات المستوطنين التي تستهدف الكنيسة والدير.
وشارك في الصلاة والوقفة عدد من المطارنة والكهنة والمئات من أهالي حيفا والجليل، على الرغم من محاولات الشرطة (الإسرائيلية) تقييد عدد المشاركين عبر إغلاق الطريق أمام الوافدين إلى الدير والكنيسة.
وأكد المشاركون في الوقفة أن القضية ليست دينية بل أصبحت وطنية جامعة، فاليوم يتم الاعتداء على كنيسة مار إلياس، ومن قبل ذلك تم الاعتداء على كنيسة القيامة في سبت النور في أبريل الماضي، وهي ذاتها الاعتداءات على المسجد الأقصى وقبة الصخرة ما يعني أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في خطر.
واستنكر عدي باجلي مسؤول الحراك الأرثوذكسي في الداخل المحتل تلك الاعتداءات التي وصفها بأنها تزداد يوما بعد يوم قائلا:" قبل أسبوع اعتدى أحد المستوطنين المسلحين وهو يرتدي لباسا عار على أحد الأديرة وحينما تصدى له الراهب ومنعه من الدخول إلى المكان المقدس بلباسه هدده بسلاحه.
ونوه إلى في حديث خاص بـ(الرسالة) أن جميع المستوطنين صغارا أو كبارا، عسكريين أو مدنين يسيرون حاملي السلاح ويهددون الفلسطينيين في الداخل.
ويذكر باجلي بأن القضية قضية وجود، فالمستوطنين يرون أن وجود الفلسطيني مسيحي كان أو مسلم يجب أن يحارب، وهذه الاعتداءات هي جزء من الفلتان الأمني في الداخل المحتل، وجزء من انتشار الجريمة التي تدعي الشرطة (الإسرائيلية) أنها لا تستطيع السيطرة عليها.
ويقول:" الاحتلال يستطيع أن يجد القائد الفلسطيني أي كان اسمه وأي كان وجوده في أي مكان في العالم ويعمل على اعتقاله أو اغتياله، فكيف يدعي أنه لا يستطيع كشف جريمة أو معتدي والقبض عليه ومعاقبته حينما يكون الضحية فلسطيني فقط"
وقد دعا مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في القدس والداخل الاحتلال (الإسرائيلي) إلى وقف اضطهاد المسيحيين والاعتداء على كنائسهم.
وأشار في بيان له إلى تزايد وتيرة الاعتداءات على المسيحين ورجال الكنيسة، قائلا: "كثرت الاعتداءات، في الأشهر الأخيرة، على رجال الدين المسيحيين والمقدسات المسيحية، وأثارت قلق المسيحيين وغضبهم، لا سيما في حيفا والقدس".
ونشرت عبر وسائل التواصل عدد من الفيديوهات توضح اعتداءات مستوطنين على رجال الكنيسة والبصاق على رجال الدين في الطرقات والاعتداء عليهم بالشتائم والضرب، واتهم المعتدى عليهم الشرطة بالتستر وتجاهل هذه الاعتداءات وعدم القاء القبض ومحاسبة الفاعلين وعقابهم.
يذكر أن منظمة (لافاميليا الفاشية المتطرفة) حشدت أكثر من خمسين متطرفا يهوديا، وهاجمت دير مار إلياس وقد تصدى لهم مجموعة من الشبان كانوا متواجدين بالقرب من باب الكنيسة.
وتعتبر هذه المحاولة الثانية خلال أسبوع لاقتحام المكان المقدس من قبل متطرفين يهود، إذ حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود اقتحام الكنيسة، ومنعهم الشباب من تنفيذ ذلك.
وتقع كنيسة مار الياس في منطقة ستيلا ماريس على جبل الكرمل بمدينة حيفا في الداخل الفلسطيني، ويدعي مقتحمو الكنيسة الدخول إلى الكنيسة بزعم وجود ما يطلقون عليه اسم (قبر النبي اليشاع) في المكان، إلا أنّ شباناً متطوعين في الكنيسة تصدوا لهم قبل وصول الشرطة الإسرائيلية.