قائمة الموقع

مقال: بدنا نعيش.. أرادها البعض محنة ولكنها أصبحت منحة

2023-08-01T08:39:00+03:00
 بقلم أ. فادي رمضان

يعاني قطاع غزة من حصار منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006م ورفض المجتمع الدولي للانتخابات الديمقراطية ونتائجها، لعدم تقبلهم وجود حركة إسلامية مقاومة تؤمن بفكرة تحرير فلسطين من البحر للنهر على سدة الحكم، لذلك تم مقاطعة الحكومة العاشرة التي كان يرأسها القائد إسماعيل هنية، وتم فرض حصار على قطاع غزة منذ عام 2007 لجميع مناحي الحياة في قطاع غزة، واشتدت ذروة هذا الحصار عام 2014 لأبسط مقومات الحصار، وتحاول حركة حماس التخفيف عن الناس وإيجاد حلول للتخفيف من ذروة الحصار بالإمكانيات المتاحة بالاستعانة مع الشركاء في العالم رغم كل المعيقات التي تواجهها.

وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا- فإنه منذ بداية الألفية الثالثة كان معدل البطالة في قطاع غزة فترة السلطة الفلسطينية بين عامي 2001 و 2005 تراوح ما بين 29%- 48% عام 2002م، بينما تراوح خلال ال 17 عام لحكم حركة حماس ما بين 28.7%- 52% عام 2018، وبينما وصلت معدل البطالة 45.3% عام 2022، وهي نسب متقاربة بين فترتي الحكم، مع الاختلاف أن السلطة الفلسطينية تعتمد في موازناتها على الدعم الخارجي والمنح الدولية، مما يدلل على أن حركة حماس تحاول جاهدة بالإمكانيات القليلة المتاحة من التخفيف من هذا الحصار الظالم، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الإشكاليات التي تمس حياة المواطنين اليومية وتنغص عليهم حريتهم أبرزها مشكلة الكهرباء والتي تزداد تفاقما في موجة الحر الشديد، ورواتب الموظفين، وحركة الأموال، والتجارة على المعابر وقد طُرحت عدة حلول سواءً من حركة حماس أو دول الإقليم إلا أنها جميعها رُفضت من السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال.

استفادت حركة حماس من حراك بدنا نعيش عام 2019 والذي هو مطلب لكل مواطن في قطاع غزة، حيث أن هذا الحصار هو حصار لكل مواطن في قطاع غزة، ولا يفرق بين تنظيم وآخر ولا بين العائلات، وجاء حراك بدنا نعيش 30/7/2023 والذي حاول بعض الهاربين من قطاع غزة بركوب الموجه وتحويل مساره السلمي وأهدافه المشروعة لكل مواطن في قطاع غزة يعاني من هذا الحصار، وقد سمحت حركة حماس لعناصرها بالخروج أيضا ضمن مسيرات سلمية لمطالبة المجتمع الدولي لفك الحصار عن قطاع غزة وحل مشكلة الكهرباء، ورغم وقوع بعض الإشكاليات التي حاول البعض ايثارتها الا أنها تم السيطرة عليها، ويحسب لحركة حماس والحكومة في قطاع غزة التالي:1-عدم تدخل قوى أجهزة الأمن في المسيرات السلمية ساهم في توجيه المسيرات حسب ما هو مخطط له، واستيعاب مدى حاجة الناس.

2-استغلال هذا الحدث والاستفادة منه في مخاطبة المجتمع الدولي ضمن اتصالات وتحركات مباشرة ساهمت كإنجاز أولي لهذا الحراك في تشغيل المولد الرابع كدعم من دولة قطر الشقيقة.3-فوتت الفرصة على المتربصين بقطاع غزة وبحركة حماس لمحاولة إظهارها بصورة قمعية وتمنع الحريات.

ولذلك مطلوب من حركة حماس في قطاع غزة الاستمرار بتلمس حاجات المواطنين وتذكير المجتمع الدولي بعواقب هذا الحصار الظالم على قطاع غزة والذي لم ولن يفلح في تركيع أهل قطاع غزة العاشق والمحتضن للمقاومة، ضمن خطة وطريق واضحة ضمن المحددات التالية:

أولا: إلتقاء شخصيات قيادية سواء من حركة حماس أو اللجنة الحكومية بالإعلاميين والمؤثرين في قطاع غزة من عامة المواطنين، واطلاعهم بشكل دوري على تفاصيل الأزمات التي يتعرض لها قطاع غزة والاستفادة من مقترحاتهم، وعدم تركهم للمغرضين لتوجيههم لأهدافهم الخاصة.ثانيا: الالتزام بيوم ثابت خلال كل عام -وعدم الاعتماد فقط على ردة الفعل لحدث معين-  وإقامة فاعليات جماهيرية وتصدير موقف لتذكر المجتمع الدولي بأن الحصار الظالم لا زال قائم، وأن هناك شعب يستحق الحياة.

ثالثا: القيام بتصحيحات دورية ومتابعات للخدمات التي تُقدم للمواطنين، وتصدير واجهات وشخصيات مقبولة للمواطن سواءً في العمل الحكومي أو غيره من الخدمات لتساهم في التخفيف عن المواطنين ولو بالكلمة.رابعا: اعتماد آلية لسد حاجات فئات مجتمعية بشكل ثابت والبحث عن فئات أخرى وهكذا، كاعتماد مثلا 200 دولار للمستفيد من المنحة القطرية، حتى لو تم تقليص عدد المستفيدين، فهذا المبلغ كاف بشكل جزئي لسد حاجات عائلات واعانتها على الحياة، وبذلك تسكر خانة مجتمعية وتبحث عن حلول لفئة اخرى، بدلا من الحل الجزئي للمشكلة مما ينتج عنه عدم رضا لا المستفيد من ال 100 دولار الذي لا تلبي احتياجاته ولا غيره الغير مستفيد، وبهذا تجد ان الجميع متذمر من الوضع الحالي ويشكل عبء على اللجنة الحكومية وحركة حماس.

اخبار ذات صلة