منذ الإعلان عن حصار قطاع غزة، تحركت قوافل كسر الحصار من دول عربية وأوروبية واسيوية للوصول إلى القطاع محملين بمساعدات طبية وحياتيه تنقذ الغزيين من حصارهم المفروض عليهم منذ 17 عاما.
نجحت العشرات من القوافل في الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح على الحدود المصرية، وفي المقابل تعرقلت أيضا العشرات ولم تتمكن من الوصول ومنها من تعرض للهجوم (الإسرائيلي) في عرض البحر المتوسط كسفينة مرمرة التركية التي حملت العشرات من المتضامنين، فارتقى عدد منهم شهداء وأصيب اخرين.
اليوم ومن جديد غادرت سفينة (حنظلة)، مدينة روتردام الهولندية وأبحرت باتجاه ميناء هامبورغ في ألمانيا، لكسر الحصار عن غزة وذلك بعد تنفيذ برنامج توعوي على مدار ثلاثة أيّام شمل مجموعة من الفعاليات التضامنيّة والتوعويّة عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزّة جرّاء الحصار.
يقول زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إنّ هذه المرحلة من برنامج سفينة حنظلة يعتبر مهماً جداً في بناء حالة التضامن الدولي مع فلسطين وفي توجيه أنظار المجتمع الأوروبي والعالم إلى غزة المحاصرة وإلى معاناة الفلسطينيين بسبب هذا الحصار الظالم الممتد منذ ما يزيد عن 16 سنة والذي يعتبر مخالفاً للقوانين الدولية ويشكّل انتهاكاً للحقوق الأساسية للفلسطينيين وخاصة حقهم في التنقّل من وإلى وطنهم بحرية.
ولفت بيراوي إلى أنّ تحالف أسطول الحرية سيقوم بتقييم المرحلة الأولى من الحملة قبل أن يعلن لاحقاً عن المرحلة القادمة من خطته لتحدي الحصار والتي من المتوقع أن تتضمن الإبحار باتجاه شرق البحر المتوسط وصولاً إلى غزة.
ووصلت سفينة "حنظلة"، إلى "هامبورغ" مساء الاثنين، حيث كان في استقبالها عدد من الناشطين الألمان وبمشاركة أبناء الجالية الفلسطينية في مدينة هامبورغ، فيما سيتم تنظيم عدد من الفعاليات التي تصب في تحقيق هدف السفينة التي تركز في هذه المرحلة من خطتها لتحدي الحصار على الجانب الإعلامي وعلى بناء حراك شعبي رافض للحصار في أوساط المجتمعات الأوروبيّة.
ومن المتوقّع أن تبحر السفينة التي ينظم رحلتها تحالف أسطول الحرية من مدينة هامبورغ باتجاه العاصمة الدنماركية كوبنهاجن قبل أن تعود إلى موطنها في النرويج، حيث ستختم المرحلة الأولى من خطتها بفعاليات في عدد من المدن النرويجية منها مدينتي هالمستد وغوتنبورغ بالإضافة للعاصمة النرويجية أوسلو.
***افتحوا موانئ غزة
يقول زياد العالول المتحدث باسم فلسطينو الخارج، إنه قبل شهور تم الإعلان عن إعادة تفعيل دور الحراك الدولي الحصار عن غزة، مشيرا إلى أن هناك حراك سياسي وقانوني وإعلامي مستمر، ويجري التحضير إلى تحرك بحري باتجاه قطاع غزة حنظلة جزء من الحراك الخاص بفلسطيني الخارج.
وأوضح (للرسالة) أن سفينة حنظلة مهمتها الانتقال من ميناء إلى اخر في اوروبا والترويج لحملة كسر الحصار وموضوع أسطول الحرية أو التحالف الدولي الذي يحضر له بالذهاب لقطاع غزة.
وأعلن العالول عن تحضير فلسطينيي الخارج لحملة (افتحوا موانئ غزة) والتي ستبدأ في 22 سبتمبر إلى نهايته في معظم موانئ أوروبا إلى أن تصل التحضيرات المطلوبة بإعلان انطلاق السفن لقطاع غزة.
بدورها تقول ريهام عودة المحللة السياسية:" بشكل أساسي تلعب قوافل المساعدات الإنسانية وحملات التضامن التي تحت شعار كسر الحصار عن قطاع غزة دورا كبيرا في مناصرة المواطنين".
وأوضحت أن تلك القوافل تعمل على تسليط الأضواء على المعاناة الفلسطينية خاصة في غزة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وذكرت عودة لـ (الرسالة نت) أن هذه القوافل تأتي ضمن الحملات الإعلامية وليس بصمت مما يسلط الضوء على المعاناة في غزة المحاصرة وتلفت أنظار الممولين الذين يأتون لكسر الحصار حين تنقل قصص ومعاناة الفقراء.
ولفتت إلى أن تلك القوافل ا يمكن من خلالها تقديم دعم وتمويل مشاريع على مستوى عربي ودولي عبر جمع التبرعات يمكن الاستفادة منها لحل بعض المشاكل العالقة.
ويُشار إلى أنّ الحملة الجديدة لكسر الحصار البحري عن غزة التي تتمثل بسفينة "حنظلة"، تم تدشينها في إبريل الماضي بمدينة بيرغين النرويجية، وجاء ذلك استجابة لنداء مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة، التي طالبت أحرار العالم والنشطاء والمتضامنين الدوليين عدم السكوت على جريمة الحصار وبذل الجهود اللازمة لكسره.
وتتركّز جهود هذه المنظمات على محاولات كسر الحصار البحري غير القانوني عن غزة وعلى إظهار بشاعة هذه الجريمة المستمرة منذ عام 2006.
وفي وقت سابق، نظّم التحالف العديد من حملات كسر الحصار البحري كان أبرزها سفينة (ما في مرمرة) التركية وغيرها من السفن الدولية التي عاجمها الاحتلال واعتدى عليها.