إنجازات المقاومة أفقدت الاحتلال صورة الردع

خالد النجار

ردت المقاومة على العدوان الصهيوني في القدس وانتهاكات المسجد الأقصى على يد المستوطنين وقادة حكومة اليمين المتطرف وعلى رأسهم "بن غفير"، وطالت ذراع المقاومة مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي المقدسيين الذين اغتصبت أرضهم وممتلكاتهم في القدس، ولا يزال الاحتلال يعزز استهدافهم في إطار حرب عنصرية تمارسها الحكومات الصهيونية منذ عشرات السنين في إطار معركة تهويد القدس.

نجحت المقاومة في تحطيم سياج منظومة الأمن الصهيونية في القدس والضفة واجتازت الحدود وطالت بنادقها قلب العدو، الذي بات يرزح تحت ضربات المقاومة وردودها الميدانية في كل محافظات الضفة والتي تشهد أحداثًا ساخنة، في أجواء خيمت على القدس حالة الغضب والحزن لما يتعرض له الأقصى في ظل الصمت العربي والدولي الذي لم يستطع ردع الاحتلال وآلة الحرب الصهيونية التي تمارس عدوانها ضد الفلسطينيين.

نجح المقاومون وعلى مدار أشهر طويلة في تحقيق الكثير من الإنجازات من خلال العمليات الفدائية التي تنوعت بين عمليات إطلاق النار والطعن والدهس وأشكال أخرى في ردع الاحتلال الذي بات يتخوف بالفعل من رد المقاومة إزاء كل عدوان صهيوني يطال مدن ومخيمات الضفة، وهي الاستراتيجية التي تفوقت بها المقاومة وحققت الكثير من الأهداف والمتمثلة في الآتي:

1. تعزيز روابط المقاومة بالمجتمع الفلسطيني، الذي بات يمنحها الثقة ويعمق من شرعيتها، حيث بات مشروع المقاومة حاضرًا في كل بيت فلسطيني، وله خصوصية اعتبارية غير مسبوقة بين الفلسطينيين بالرغم من اختلاف وتنوع أشكال المقاومة، ما بين مقاومة مسلحة وأخرى شعبية.

2. حققت حالة من ردع العدو في الضفة وغزة والقدس، وأراضي الــــ48، إذ إن هناك تحذيرات صهيونية تبدي مخاوفها من انعكاسات تصعيد الاحتلال في الضفة التي تشهد موجة ساخنة من الأحداث خلال السنوات الماضية وحتى الآن.

3. باتت الضفة تمثل الساحة الأكثر سخونة في الأراضي الفلسطينية في هذا التوقيت، وبالتالي فإن تعزيز وتفعيل كافة أدوات المقاومة يعزز من فرص صعود أسهم المقاومة في تعزيز وتجسيد الوحدة الوطنية.

4. على صعيد وحدة الساحات بين كافة أطراف الوطن، هناك إجماعًا وطنيًا حول إشعال كافة الساحات لمشاغلة الاحتلال وتدفيعه ثمن ارتكاب جرائمه في الضفة وغزة والقدس والـــ48، باعتبار ان الساحات وحدة واحدة وأكثر تماسكًا على صعيد العمل الوطني رغم اختلاف التوجهات السياسية.

5. تعزيز حالة التصدع التي يمر بها الاحتلال على المستوى الداخلي، نتيجة التعديلات القضائية التي صوت عليها الكنيست الصهيوني أواخر يوليو 2023 والتي تعد محطة مهمة يمكن استثمارها على صعيد العمل المقاوم وتحقيق الكثير من المكاسب إزاء ذلك.

وبالتالي فإن مواصلة العمل المقاوم يحق تطلعات أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يتخندق بوحدة المقاومة في إطار تشكيل بيئة استراتيجية داعمه لتوجهاتها، وتعمل على تكامل الأدوار والسيناريوهات باستخدام معظم أدوات المقاومة الشعبية التي هي بالأساس قاعدة أساسية للمقاومة المسلحة والتي عززت الصلة بين كافة القوى الفلسطينية، سيما فصائل المقاومة في كل الساحات. لذا بات من المستحيل على الاحتلال أن يفكك هذه الحالة أو يحيد مفاعيلها أو يقوض جهدها او يقصي توجهاتها، لأنها ليست حالة، بل هي خيار كل الشعب الفلسطيني، والمشروع الوحيد لتحرير الأرض من براثن الاحتلال.

البث المباشر