بعد تسع سنوات على أسر الجندي هدار غولدين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لا تزال كتائب القسام تحتفظ في الجندي بجانب 3 جنود آخرين وفق إعلانها.
القسام الذي يرفض الإفصاح عن أي معلومات عن الضابط غولدين كشف عن آلية إيقاع القوة في الكمين المحكم، والتي أدت إلى أسره في اليوم السادس والعشرين من معركة العصف المأكول.
ولأول مرة تكشف كتائب القسام حصولها على قلادة انتزعها مقاتلوها من أحد جنود "جفعاتي" خلال العملية، وقالت: "لن نتحدث أكثر من ذلك ونترك الإجابة لقيادة جيش العدو والتي تعرف جيدا لمن هذه القلادة وكيف ومتى انتزعت".
إدارة المعركة جيدا
المختص في الشأن العسكري محمد أبو هربيد، أكد أن الحديث عن ملف الجنود الأسرى في قبضة كتائب القسام، بهذه الكيفية وهذا الغموض يدلل على الإدارة السليمة للملف والتي ستمكّن في النهاية من تنفيذ صفقة وفاء أحرار 2.
وقال أبو هربيد لـ (الرسالة نت) إن هذه المعلومات عن القلادة والكمين، تدلل على أن المقاومة تريد تذكير الاحتلال بأن أرض قطاع غزة باتت محرمة على جنوده بالكامل.
وأضاف: "القسام تهتم بتعزيز ثقة المجتمع الفلسطيني بما لديها من قدرة وتكتيك كبير، كما أن الكتائب تعمل على تحريك المياه الراكدة والتأكيد على أن قضية الأسرى على رأس أولويات العمل المقاوم وأن تحريرهم بات قاب قوسين أو أدنى".
وأشار أبو هربيد إلى أن التخطيط السليم والإبقاء على الاتصال مع القيادة وتنفيذ المهمة بالصورة المطلوبة هو سبب نجاح المقاومون في قتل وأسر الجنود.
وقالت كتائب القسام إن الشهيد القسامي وليد مسعود أجهز على ضابط الاتصال في القوة الصهيونية ما أدى لانقطاع الاتصال مع قيادة العدو الأمر الذي ساهم في إنجاز المهمة وإنجاحها
كما كشفت صورة قائد القوة المهاجمة (بنياه إسرائيل) أحد قتلى جنود جفعاتي في كمين رفح عام 2014 والتي فقد على إثرها الضابط هدار جولدن.
الكاتب والمختص في الشأن السياسي، اياد القرا، أكد أن ما نشره القسام من معلومات جديدة عن عملية أسر الضابط هدار غولدن في رفح قبل 9 سنوات، يؤكد أن لدي الكتائب معلومات لم تنشر سابقًا وتفصيل عمّا جرى فيها هذه الحادثة.
وقال القرا في حديث لـ (الرسالة نت) إن هذه المعلومات تؤشر على أن عملية الاختطاف تمت دون مقتل الضابط، "وأنه تم الاعداد لها بشكل محكم، وكذلك بعض التفاصيل عن الحادثة وهذه بمثابة دعوة للاحتلال للتقدم فيه الصفقة ودفع الثمن مقابل الحصول على معلومات دقيقة حول مصيره".
وأكد أن حركة حماس ترغب في إحداث تقدّم في هذا الملف، وأن تتم صفقة لإطلاق سراح الأسرى مقابل الكشف عن مصير الجنود الأربعة، كمقدمة لصفقة "وفاء أحرار 2".
ولفت إلى أن (إسرائيل) لم تقدم حتى الآن أي بادرة ايجابية تجاه اتمام الصفقة، "وتتجاهل ذلك نتيجة الظروف الداخلية لديها، ولا توجد قيادة قادرة على دفع ثمن الصفقة".