وصفت قيادات فلسطينية اعتداءات وجرائم المستوطنين في الضفة المحتلة، ب(حرب الإبادة) التي تريد دولة الاحتلال عبرها استكمال حلقات الهجرة والنكبة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدّت قيادات وشخصيات فلسطينية، أنه من الضروري العمل على تشكيل لجان حماية؛ للحيلولة دون تفلت عصابات المستوطنين من جرائمهم التي وصلت حد القتل المباشر والحرق والاستباحة الكاملة للبلدات والقرى، وكان آخرها قرية برقا في رام الله، وما صاحبها من اعتداءات أدّت لارتقاء شهيدين.
أبو الحسن دوابشة جدّ الطفل أحمد أحد المصابين نتيجة جرائم المستوطنين بعدما حرقوا منزلهم في دوما بنابلس، وأدّى الحريق لاستشهاد والده وأمه وشقيقته الطفلة، أكدّ أنه من الضروري تشكيل لجان حراسة عاجلة والسماح بتسليح المواطنين والعوائل.
وقال دوابشة لـ(الرسالة نت)، :"عدد المعتدين قد لا يتجاوز بضع أفراد من المستوطنين؛ لكنهم مسلحين ولو كانا نملك أسلحة بسيطة؛ لن يجرؤ هؤلاء على جرائمهم بحق السكان".
وأكدّ أن المستوطنين بالمجمل يشعرون بالخوف وجبناء؛ "لكنهم مطمئنون إلى أنهم لن يجدوا مسلحين لمواجهتهم"
وأوضح دوابشة أنه لا يوجد خطة حقيقية لحماية الفلسطينيين من الطرف الرسمي، قائلا:" تشكل لجان حراسة ولو كانت من الأجهزة الأمنية، ستحمينا من تلك العصابات".
وشددّ على أن ما تقوم به هذه العصابات هي ترجمة لقرارات الحكومة الإسرائيلية مدعومة من الجيش.
من جهته، وصف الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، ما يحدث من جرائم المستوطنين، ب"استمرار لمسلسل النكبة التي بدأت عام 1948".
وأوضح البرغوثي لـ(الرسالة نت)، أن سلطات الاحتلال تتخذ من هؤلاء المستوطنين ذراعا متقدما؛ لتهجير الشعب الفلسطيني واستكمال مسلسل "الترانسفير"، والعمل على دفع السكان للرحيل عن الأرض والهجرة منها.
وذكر أن المستوطنين يمارسون جرائم بشعة تستهدف الوجود الفلسطيني في الضفة، ترافقا مع مخططات تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس والداخل، "ضمن عملية ترحيل وتهجير واسعة يريد الاحتلال عبرها انهاء الوجود الفلسطيني في الضفة".
وأكدّ أنّ هذا المخطط الاجرامي يجب أن يقابل بخطة وطنية شاملة توظف كل أدوات المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، وتفضي لتشكيل قيادة ميدانية وسياسية موحدة قادرة وفاعلة في تفعيل هذه الخطة.
وشددّ على ضرورة البدء في تشكيل لجان حماية من الفصائل والقوى المختلفة، والعمل على استنساخ تجربة (بيتا) التي أجبرت مستوطني الاحتلال على الرحيل وعدم الاقتراب من المكان، بعدما حاولوا تأسيس بؤر استيطانية.
ولفت البرغوثي إلى التجارب الناجحة لتفعيل المقاومة الشعبية في مناطق مختلفة بالضفة، واليت تصدت لدولة الاحتلال وأذرعها الإرهابية.
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة آخذة بالارتفاع عمَّا كانت عليه سابقاً، ما يستلزم تشكيل (لجان الحراسة)؛ للتصدي لهذه الهجمات التي تنذر بانفجار قريب.
وشدد "دغلس" في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، على ضرورة التركيز على تشكيل "لجان الحراسة"، والانتقال من مرحلة "الفزعة" بوجود المستوطنين في البلدات، إلى "الإنذار" باقترابهم ونيتهم للاقتحام، والذي لا يتم إلا بهذه اللجان.
وطالب دغلس الفصائل الوطنية كافة بالقيام بدورها في تشكيل لجان الحراسة، كبرنامج وطني لمقارعة الاحتلال، وأخذ دورها على الأرض.
وأكد أن الدور الفلسطيني قائم بتحذير الجهات المختصة حول زيادة وتيرة الاعتداءات، وكيفية دراسة السبل في كشفها، ما يستلزم وعياً فلسطينياً كاملاً.