فجرّت شهادة القيادي في حركة فتح حسام خضر، عديد التساؤلات حول ما أسماه بـ(جرائم حقيقية ترتكب في سجون السلطة).
خضر قال لـ(الرسالة نت) إن ما يحدث في أقبية التحقيق بسجون السلطة لا يحدث في سجون الشاباك واقبيته، في إشارة إلى حجم فظاعة وجرائم الانتهاكات التي ترتكبها السلطة.
وفي شهادة سابقة، قالت سهى جبارة المعتقلة السياسية ورئيس مبادرة جبارة لمناهضة التعذيب، إن الآلاف من الشباب الذين جرى اعتقالهم، تعرضوا لتعذيب شديد خاصة في مسلخي اريحا ونابلس.
وأكدّت أن التعذيب لم يستثنى منه أحد، بما في ذلك جبارة نفسها التي تعرضت لتعذيب وحشي على يد أمن السلطة اثناء تحقيقها فيما يسمى بـ"اللجنة المشتركة".
هذه الشهادات دفعت (الرسالة نت) للتواصل مع عوائل معتقلين سياسيين، أكدوا تعرض أبنائهم لتعذيب شديد، أثناء محاولة الاعتقال، وبعد اعتقالهم في أقبية زنازين السلطة.
تعذيب بالجملة
عائلة المعتقل السياسي بهاء أبو بكر، أكدّت تعرضها كعائلة لتعذيب نفسي شديد أولا عبر إخفاء المعلومات الواردة حول مكان اعتقاله أو الجهاز الذي يعتقله.
لكنّ الأخطر تمثل في تعرضه للتعذيب قبل ذلك عند اعتقاله لدى جهاز الأمن الوقائي.
ورغم انتماء أبو بكر للجبهة الديمقراطية؛ إلّا أن السلطة لا يستثني أحدا من الاعتقال السياسي. ووفق العائلة فإن تهما عديدة وجهت لابنها منها حيازة سلاح بدون ترخيص، وإثارة النعرات الطائفية.
أما عائلة حرز الله والتي تختطف الأجهزة الأمنية اثنين من أبنائها وهم حمزة وحسين، يشير شقيقهما إلى تعرضهما للتعذيب لدى الأجهزة الأمنية في وقت سابق، قائلا:"هذه المرة لا نعرف شيئا عنهما".
وأكدّ حرز الله أن العائلة لم تلتقي بهما ولا تعرف شيئا عن تفاصيل اعتقالهما، "نتواصل مع الجميع فقط لنعرف أين هم ولدى أي جهاز، وما هي التهم الموجهة لهم".
أبو أسيد معلا والد الشاب أحمد المعتقل لدى أمن السلطة منذ 114 يوما، أكدّ هو الآخر أن نجله تعرض لتعذيب، ولا يزال معتقلا ولا يعرف شيئا عن طبيعة التهم التي توجهها لهم السلطة.
هذه الشهادات، هي نماذج بسيطة حول 300 معتقل سياسي تقريبا، اعتقلتهم السلطة منذ بداية العام، تبعا لمجموعة محامون لأجل العدالة.
إفلاس سياسي وأخلاقي
وتقول المجموعة إنها رصدت شهادات عديدة تؤكد تعرض المعتقلين السياسيين للتعذيب، من بينها ومن أعنف أشكال التعذيب ما تعرض له الطالب عبد المجيد حسن، بتهمة "غسيل الأموال"، وهي تهمة الصقت به على خليفة الدعاية الانتخابية في جامعة بير زيت.
وفي ذات السياق ذكر عمر عساف الناشط السياسي، أن هذه الجرائم تعبر عن وحشية غير مقبولة في نظام سياسي يفترض فيه كفالة حرية الإنسان.
وقال عساف لـ(الرسالة نت) إن هذه الاعتقالات تعبر عن الأزمة الأخلاقية والسياسية ، وتعكس حالة الإفلاس السياسي التي تدفع بالسلطة لممارسة الاعتقالات على نحو غير مقبول.
وبمجرد النظر للاعتقالات، فجلها استهدفت طلبة الجامعات والنشطاء على خلفية الرأي والتعبير، وهي تعكس حالة القمع والدكتاتورية التي وصلت إليها الأجهزة الأمنية.
من جهته، أكدّ فايز السويطي الناشط السياسي، أنّ الاعتقالات تعبر عن سياسة الإرهاب وتكميم الافواه التي تلاحق فيها السلطة النشطاء؛ لترهيبهم ومنعهم من الحديث عن الأوضاع في ظل الفساد المستشري في الضفة.
وقال السويطي لـ(الرسالة نت) إن التعذيب يمثل رسائل واضحة لترهيب النشطاء وبث الرعب في صفوفهم، ومنعهم من الحديث والاعتراض.
وأوضح أنّ هذه السياسات قديمة جديدة وجربّت في وقت سابق؛ لكنها لم تفضي لنتائج وأثبتت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن لأحد أن يرهبه.