تُجسّد دعوة وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف "إيتمار بن غفير"، لمنح المستوطن قاتل الشهيد قصي معطان في قرية برقة شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، (وسام الشرف)، أعلى درجات الفاشية والتطرف الصهيوني الذي باتت ترعاه بشكل واضح حكومة اليمين المتطرف.
هذه الدعوة لم تكن بالجديدة، فقد سبقها بأشهر تصريحات وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش الداعية لحرق بلدة حوارة بنابلس ومحوها من الوجود، مما يعكس حجم الانحدار نحو التطرف الديني الصهيوني وتبني الحكومة اليمينية رؤية حسم الصراع.
ويترأس حزب (الصهيونية الدينية)، المعروف بدعواته المستمرة لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم، الوزير المتطرف "بن غفير".
ولا يمكن قراءة تلك الدعوات والتصريحات سوى أنها تمثّل انعكاسا واضحا وصريحا لسلوك حكومة الاحتلال النازي العنصري، واستهتارها بكل القوانين الدولية واحتكامها لمنطق العصابات والمليشيات.
وبحسب مصادر عبرية فإن المستوطن قاتل الشهيد (معطان) شغل قبل أشهر منصب الناطق باسم النائب في الكنيست عن حزب (الصهيونية الدينية) المتطرفة "سيفان راهاف"، المحسوبة على جماعات (فتية التلال).
ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي، أن تلك الدعوة ليست مفاجئة كون أن بن غفير ينتمي لتنظيم إرهابي ويمدح منذ القدم منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، وأصبح نائبا يتصرف وفق قناعة حكومية تدعم هذا التوجه.
ويوضح النعامي في حديثه لـ(الرسالة) أن حكومة الاحتلال باتت تُدار من قبل الجماعات الدينية الخالصة والتي تتبنى سير المجتمع نحو التطرف والقتل والاستيطان وسرقة الأرض وعدم الاعتراف بأي وجود فلسطيني.
ويبين أن ذلك يأتي في ظل هرولة البعض نحو التطبيع وتبني السلطة خيار التعاون الأمني، وهو يجعل رد المجتمع الصهيوني نحو المزيد من التطرف والهذيان إلى الحد من منع شرطة الاحتلال من التحقيق في جرائم القتل التي ينفذها جنود الجيش والمستوطنين في مناطق الضفة.
ويشير النعامي إلى أن ما سبق يدفع الفلسطينيين نحو خيارين الأول إما الاستسلام وتصفية القضية في ظل حكومة صهيونية لا تؤمن سوى بحسم الصراع وطرد الفلسطينيين، أو الخيار الآخر وهو توسيع المقاومة وبرنامجها وتعزيز مكانتها.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، مع سابقه، مبينا أن (إسرائيل) ذاهبة بأقدامها نحو مرحلة حسم الصراع الضفة والقدس ومرحلة والحكومة الفاشية العنصرية الاحتلالية وبعد التعديلات القضائية ستتحول أكثر ديكتورية في تطور طبيعي في المشروع الصهيوني الذي لا يرى أمامه الكثير من الوقت ليصبح أكثر بشاعة.
ويوضح عوكل في حديثه لـ (الرسالة) أن الاحتلال دخل مرحلة متقدمة في الصراع ويتجه نحو تفعيل كل أدوات الاحتلال وإعطاء دور أكبر للمستوطنين، والجيش والشاباك بدأ يشتكي حول ارتكاب المستوطنين جرائم وإرهاب يضر صورة الكيان دوليا.
ويلفت إلى أننا مقبلين على توسيع الفاشية الصهيونية وتوسع دائرة المقاومة وهو ما يحذر منه قيادات الشاباك بانفجار الوضع في الضفة لانتفاضة وتحميل ذلك لجمهور المستوطنين.
وكان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) (الإسرائيلي) رونين بار، حذر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من تنامي "الإرهاب اليهودي" بالضفة الغربية، موضحا أنه يؤجج الهجمات الفلسطينية، بحسب الإعلام العبري.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن بار قوله إنه وضع تحذيراته على مكتب نتنياهو، قبل أيام من مقتل فلسطيني، الجمعة، برصاص مستوطن (إسرائيلي) في قرية برقة شرق رام الله (وسط).
وبحسب الصحيفة حذر رئيس الشاباك من أن "الإرهاب اليهودي" يؤجّج حالة المقاومة المسلحة التي يتبناها الفلسطينيين، معتبرًا أن "من يستفيدون منه هم حماس والجهاد الإسلامي"، دون توضيح، وحذر بار من إمكانية خطف مستوطنين (إسرائيليين) يدخلون القرى الفلسطينية لإثارة الشغب.