قائمة الموقع

(لعنة غزة) تطارد جنود الاحتلال وتدفعهم للهروب من التجنيد

2023-08-14T18:20:00+03:00
غزة – مها شهوان

 

لاتزال لعنة عدوان غزة 2014 تطارد الجنود (الإسرائيليين)، من هول ما فاجأتهم به المقاومة الفلسطينية بالميدان حين استبسل شباب غزة في مواجهة الجنود المدججين بالسلاح، فقتلوا عددا منهم، وتسببوا بإعاقات دائمة لجنود اخرين.

تلك المشاهد التي دارت في حرب تجاوزت الخمسين يوما، لا تزال عالقة في أذهان الجنود مما أصابهم بصدمة نفسية دفعت عدد منهم للإقدام على الانتحار، وكذلك حاول العشرات منهم التراجع عن العمل العسكري والمطالبة المستمرة بالتوقف.

قبل أيام قليلة تحدث مجموعة من الجنود أمام الكنيست وهم في حالة مزرية يبكون وهم يحاولون استجداء عطف حكومتهم لإعفائهم من العمل، أحدهم أخذ يبكي وهو يصرخ " لقد رأيت الجنود وهم يحترقون في الميدان (..) لماذا علي أن أرى جندي ينتحر"، فيما قال اخر أن 20 جنديا من زملاءه ما بعد الصدمة أقدموا على الانتحار بسبب الاهمال والتجاهل من السلطات.

وليلة السبت أصدرت وزارة جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، قرارا بعد ارتفاع حالات الانتحار بين جنود شاركوا في حرب غزة 2014 وأصيبوا بحالات نفسية، بتشكيل فريقا لفحص طلبات الاعتراف بالحالات النفسية وحالات "اضطراب ما بعد الصدمة" بين الجنود.

والاثنين الماضي انتحر الجندي (الإسرائيلي) أور دونيو بعد أن أشعل النار في نفسه، وأفادت القناة 12 العبرية، بأن الجندي مقاتل سابق في لواء كفير كفير، أنهى حياته بعد إصابته بصدمة نفسية خلال الخدمة العسكرية.

وأشارت إلى أن الجندي دونيو قدم طلباً قبل 10 أشهر إلى وزارة الجيش من أجل الاعتراف به وبوضعه، لكنه انتظر الرد ولم يصل.

ونوهت القناة إلى أن انتحار دونيو يأتي بعد يوم واحد من انتحار الجندي بار خلف بإضرام النار في نفسه بعد أن لم يعترف به الجيش الإسرائيلي بأنه معاق.

يقول إسلام شهوان الخبير الأمني إن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) لديها إدارة لمعالجة الجنود الذين اصابتهم حالات نفسية، فمن يتبين أنه أصيب بالحرب جسديا أو نفسيا يتم اعفاءه من الخدمة

ويضيف شهوان لـ  (الرسالة نت) : ما نشاهده عبر وسائل الاعلام العبرية من قبل الجنود الذين يعبرون عن غضبهم لمواصلتهم العمل في الجيش دليل واضح على ما استبسلت فيه المقاومة خلال 2014".

ويوضح الخبير الأمني أن عدوان 2014 تميز عما قبله وما بعده من معارك لاسيما وأن المواجهة على الأرض تسببت في عزوف (الإسرائيليين) عن الالتحاق بالجيش، خشية أن يكون مصيرهم كأقرانهم الذين قتلوا وأصيبوا.

ويشير شهوان إلى أن عدوان 2014 تميز عن بقية المعارك وحتى سيف القدس 2021 بأنه كان قوة نارية والالتحام مباشرا، عدا عن الحرب النفسية التي لعبتها المقاومة، كما اخترقت هواتف الجنود، وبالتالي الصدمة التي تعرضوا لها كانت شديدة دفعتهم للهرب من التجنيد.

ولفت إلى أنه في الفترة الحالية هناك معركة حقيقة داخل الجيش (الإسرائيلي) في ظل حديث نسبة كبيرة عن قسوة المعاملة، مشيرا إلى أن الجنود الذين أصيبوا بأمراض ذهانية ونفسية سيشعلون النار ويعلنون الحرب على سلطات الاحتلال من أجل التسرب من الجيش والحصول على امتيازات مالية واجتماعية ورعاية نفسية واعفاء من الخدمة العسكرية.

وتحدث شهوان بأن ما يدفع الشباب في (إسرائيل) للهرب من التجنيد هو أن يكون مصيرهم كما جرى مع زملاءهم مما يتسبب لهم بإعاقات أو إصابات نفسية، مؤكدا أن ذلك ينذر بتراجع الكفاءة العسكرية لدى الاحتلال.

وأشار إلى أن 85% من شباب الاحتلال يبحث عن جنسية أخرى هربا من الخدمة العسكرية، وعدد كبير أيضا يتجه نحو التطرف والتدين الذي يعفيه من الخدمة العسكرية.

وعادة ما كانت كانت تظهر استطلاعات الرأي(إسرائيلية) حول ثقة (الإسرائيليين) بجيشهم ثقة عالية، لكن في السنوات الأخيرة بدأت النسب بالانخفاض، مما دفع القيادة العسكرية لإقامة لجان خاصة في الجيش لمعالجة المشكلة.

ووفق ما كشفه استطلاع لمعهد الديمقراطية (الإسرائيلي) في يناير/ كانون الثاني 2021 عن انخفاض ثقة الجمهور في الجيش من 90% إلى 81%، وهي المرة الأولى التي تتراجع فيها نسبة الثقة إلى هذا المعدل.

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة