قائمة الموقع

من ملفات القضاء.. إن بعض الظن إثم

2011-02-15T09:12:00+02:00

غزة – مها شهوان

عشية يوم حالك السواد خرج شاب عشريني يتمشى في منطقته الجديدة ليتعرف على ملامح الحي الذي سيعيشان فيه ، لكن في ظل الظروف الأمنية التي يعيشها القطاع يظل السكان ينظرون بعين الريبة عند قدوم أي غريب لمنطقتهما وكان هذا ما حصل مع الشاب .

وأثناء سير العشريني برفقة صديقه ليلا استخدم جواله لينير الطريق وبعد لحظات سقط الجوال أرضا إلى أن اقترب بمجموعة من أهالي الحي فما كان من أحد الشباب إلا أن شد الجار الجديد من قميصه بشدة قائلا:" أنت عميل إلي أسبوع شايفك بتراقب بالمكان "، وخطفه بمساعدة عدد من أصحابه واقتادوه إلى جهة مجهولة، انتهت بتدخل الشرطة.

المصالحة والسجن

وبعد التحقيقات والتحريات ثبت ألا غبار على الشاب العشريني ، حينها قام برفع قضية لدى ضد الشاب الذي ضربه واتهمه بالعمالة، معتبرا أن ما حدث له ليس بالشيء الهين .وقف المتهم خلف القضبان منتظرا دوره للبت في قضيته وعندما جاء موعد قضيته نظر إليه القاضي قائلا :" مش خجلان على حالك " ، حينها طأطأ المتهم رأسه متمتما بصوت مهموس "ما راح أعيدها تاني".

وكيل المتهم طالب بتخفيف العقوبة على موكله كونه صغير السن وليس من أصحاب السوابق وهو طالب جامعي أيضا ، بيد أن وكيل النيابة طالب بحبس المتهم ليكون عبرة لمن يعتبر.وبعد لحظات نطق القاضي بالحكم :" بعد أن تمت المصالحة بين الطرفين قضت المحكمة بالحكم على المتهم لمدة سنة واحدة تشمل المدة التي قضاها في السجن".

شخص غريب

القاضي أشرف فارس رئيس محكمة بداية غزة فال :"ليس من حق أي إنسان يعتبر نفسه قائما على المجتمع لوجود جهات قانونية مختصة تحاسب من يخطئ حسب القانون، موضحا أن المحاكم هي من تعاقب المخطئ حينما تقوم النيابة بإحالة ملف المتهم للقضاء مدعما بملفه المثبت فيه كافة البيانات التي تؤكد مخالفته للقانون.

وبحسب القاضي لا يجوز لأحد أن يأخذ القانون بيده سواء إذا كان صاحب حق أو من يعتقد انه قائم على المجتمع ،مشيرا إلى أن القانون يتعامل مع المجرم وفقا للفعل الذي ارتكبه ويجرمه حسب القانون وليس المجتمع.

واعتبر أن قضية الخطف والاعتداء جناية وحدد  القانون عقوبتها القصوى عشرة سنوات ، مبررا الحكم الذي صدر بحق المتهم لصغر سنه وحدوث المصالحة بين الطرفين وانه ليس من أصحاب السوابق.

ومن الناحية الاجتماعية ذكر د.وليد شبير الأخصائي الاجتماعي انه من الطبيعي أن يتأكد الناس من هوية أي شخص غريب، مضيفا:" في حال شك السكان بتصرفات غريبة وسلوكيات ليست سوية تجاه الضيف الجديد عليهم بتبليغ الجهات الأمنية المختصة لمراقبته "، مبينا أن طبيعة مجتمعنا الفلسطيني تتطلب أن تكون العيون يقظة لأننا نعيش في منطقة ساخنة ومحتلة.

وأكد شبير على أنه لا يجوز لأي شخص إتهام  الآخرين بالعمالة إلا بالدلائل لذلك على المواطنين ترك الأمر للجهات المعنية .

وعن مدى تأثر من يتهم بالعمالة وهو مظلوم لفت الاخصائي الاجتماعي إلى أنه في حال كان الإنسان سوي وسليم لا تؤثر على شخصيته بخلاف من كانت تصرفاته سيئة .

وفي ختام حديثه "للرسالة نت " دعا إلى عدم الشك كثيرا ويكون لدى الإنسان دائما حسن النوايا إلى أن يثبت ما يشك به.

 

 

اخبار ذات صلة
مقال: إثم
2013-09-24T07:17:45+03:00