منذ أكثر من عامين، تتجاهل السلطة الدفع لمخصصات الشؤون، حيث صرفت خلال هذه الفترة شيكات الشؤون بواقع مرة واحد فقط بدلا من 4 مرات سنويا.
ومع صرفها هذا العام، ارتكب السلطة مجزرة بحق المنتفعين الذين ينتظرون مخصصاتهم منذ أشهر، وعملت على الاستقطاع من مبالغهم المتدنية بالأساس، في عملية سرقة للقمة الفقراء.
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الذين يحصلون على شيكات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة والضفة الغربية من كبار السن وذوي الإعاقة وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الأرامل وغيرهم من المعوزين.
خصم مخطط له
بدوره، شدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق فقراء ومستفيدي الشؤون، صبحي المغربي، على ضرورة محاسبة مرتكبي مجزرة الشؤون الاجتماعية اللذين خصموا أموال الفقراء التي انتظرها أكثر من 18 ألف أسرة من قطاع غزة.
وقال المغربي لـ (الرسالة نت) إن السلطة تهدف من خصوماتها الكبيرة على الأسر الفقيرة التمهيد بشكل تدريجي لقطع المستحقات عنهم بالكامل والإبقاء على بعض العائلات.
وأوضح أن 18 ألف أسرة تلقت مبلغ 370 شيكلا فقط، في وقت تتراوح المخصصات ما بين 750 إلى 1800 شيكلا.
وتحدث المغربي عن ويلات الأسر الفقيرة التي لم تتلقَ مخصصات الشؤون منذ أشهر، وخصوصا في ظل قدوم موسم كسوة المدارس.
وتساءل المغربي، عن الصمت الغريب من وزارة التنمية والحكومة برام الله، على هذه الاستقطاعات غير المبررة، وكيف ستكون أوجه الصرف في المرات المقبلة ومتى؟
ودعا إلى ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي ومؤسسات المجتمع المدني، للضغط على السلطة وإعادة صرف مخصصات الشؤون المستقطعة.
وحسب التقديرات، فإن المبلغ المستقطع من الأسر الفقيرة يفوق الـ 23 مليون شيكل.
ووفق إحصائية رسمية، يعتمد حوالي 116 ألف أسرة فلسطينية على مخصصات الشؤون الاجتماعية، منها 81 ألف أسرة في قطاع غزة.
في حين، أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي شادي عثمان، أن الاتحاد دفع حصته كاملة من مخصصات الشؤون الاجتماعية لميزانية السلطة.
وقال عثمان في تصريح صحفي: "دفعنا 22 مليون يورو لصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية كاملة، بما يشمل المنتفعين القدامى، كما نفعل طوال 17 عاما".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاقتطاعات في أموال الفقراء تأتي بعدا أظهر تقرير أصدرته وزارة المالية برام الله، أن حجم نفقات منظمة التحرير في الشهور الستة الأولى من العام الجاري 2023، بلغ 399 مليون شيكل.