انتشر قبل أيام فيديو على شبكات التواصل يظهر اشتعال النار في أحد مباني البؤرة الاستيطانية معاليه هزيتيم بعد إلقاء الزجاجات الحارقة عليها، وفي العام الماضي في نفس التوقيت اشتعلت النار في البؤرة ذاتها بسبب رمي المفرقعات والزجاجات الحارقة عليها من قبل الشباب المقدسيين.
و ذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن مستوطنة "هار هزيتيم" التي يقيمها الاحتلال الإسرائيلي في قلب حي رأس العامود المقدسي وتحديدا على جبل الطور- الزيتون المقابل للمسجد الأقصى، تشكل خطرا على سكان البلدة القديمة، وتزيد الخناق على الأقصى.
وتعد المستوطنة من جملة البؤر والمستوطنات التي يقيمها الاحتلال الإسرائيلي حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس.
وقد بدأ الاستيطان يزحف إلى تلك الأرض تدريجيا، حسب راسم عبيدات المحلل المختص بالاستيطان والذي أوضح أن الاستيطان بدأ هناك على مساحة أرض مقدرة بثلاث دونمات كانت منطقة مخصصة للشرطة الأردنية قديما، وحينما رحلت بعد احتلال القدس أقام الاحتلال عليها مركزا للمخابرات (الإسرائيلية).
و في عام في 2010 استجلب لاحتلال 66 عائلة يهودية استعمارية إلى مستعمرة (معاليه هزيتيم) وأقيمت على الأرض التي تعود ملكيتها لعائلة الغول.
ويؤكد عبيدات، أن المنطقة تعتبر من أكثر المناطق حيوية في سلوان، وتبعد عن الأقصى حوالي 200 متر، مبينا أن الاحتلال استطاع أن يبني من عام 2009 وحتى 2010 حوالي 60 وحدة استيطانية ملاصقة لنادي سلوان الرياضي، وتطل على قبة الصخرة .
ولكن الوضع الأمني كما يقول عبيدات لم يعد مستقرا، رغم أن البؤرة ذات موقع مميز، ويسكنها كبار رجال الحكومة، ولكنهم يخرجون بين الوقت والآخر، لما تتعرض له من هجوم دائم من قبل شباب القدس والمقدسيين المقيمين حولها.
بدوره يقول زياد ابحيص الكاتب المختص بقضايا القدس :" هذه البؤرة حظيت بدعم رؤساء بلدية الاحتلال في القدس من إيهود أولمرت حتى نير بركات، وشارك في تأسيسها بعض عتاة الصهيونية الدينية مثل آرييه كينغ، ومبانيها مستمرة في التوسع بمشروعات متتالية منذ 2003".
ويتابع:"ورغم ذلك؛ لم تفارقها المفرقعات الليلية وزجاجات المولوتوف منذ النشأة، حتى أعلن الإعلام العبري خروج آخر عائلة منها في يناير-2019، لتعود آلة الاستيطان وتزرع مستوطنين جدداً فيها في ظلال وباء كورونا وما بعده في ٢٠٢٠، لتعود المفرقعات وزجاجات المولوتوف لملاحقتها وتفريغها".
ويضيف بحيص :" مستوطنة معاليه هزيتيم المقامة على أرض حي رأس العمود نموذج على النصر الممكن في معركة النفس الطويل؛ فعشرون عاماً من الاستيلاء والبناء وجلب المستوطنين وقوات الشرطة المدججة لم تغلب سواعد فتية القدس وشبابها إذ تتوارث الرمي كل ليلة".