قائمة الموقع

(الحرق) عقيدة توراتية تطال البنيان والإنسان

2023-08-20T15:36:00+03:00
الرسالة نت- محمود هنية

54 عامًا مرّ على حادثة حريق المسجد الأقصى المبارك، لم يكتف فيه غلاة المتطرفون في دولة الكيان وحكومتهم بالحادثة التي استهدفت أقدس البقاع؛ بل أعادوا الكرّة مجددا في الحرم الابراهيمي عام 1994، حيث احرقوا فيها العمران والإنسان معا في مجزرة لا تزال نيرانها مشتعلة.

وتواصلت نيران الاحتلال وقطعان مستوطنيه، لتطال أجسادًا أخرى كان من بينها الطفل محمد أبو خضير عام 2015 الذي جرى اختطافه على يد عصابة من المستوطنين قتلته وحرقته، وقبلها بأشهر قليلة حرقت عصابة أخرى عائلة دوابشة التي ارتقى فيها الأم والأب وابنتهما، وتركت ندبًا لدى طفلهم أحمد.

ما سبق، يشير إلى عقيدة توراتية تقوم على مبدأ الحرق لدى الاحتلال للعمران والإنسان معا، والقول هنا للشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف بالأقصى.

وأكدّ بكيرات لـ(الرسالة نت) أن نيران الأقصى لم تتوقف، فهي لا تزال مشتعلة في فلسطين كلها، وليس فقط في الأقصى أو القدس.

وأوضح أن هذا الحريق يشير إلى خطورة عقيدة الحرق الصهيونية، التي تؤمن بحرق الإنسان والعمران معا، في وصف خطير لسلوك وسياسة الاحتلال التي لم تتوقف وكان آخرها في حوارة وبيتا وترمسعيّا.

وأكدّ ـأن هذه السياسة أرادت النيل من رمزية المسجد الأقصى المبارك، عبر استهداف منبر صلاح الدين، لطمس كل معالمه التحريرية وهويته الدينية.

لكن في المقابل، لم تستطع هذه النيران أن تمسح من ذاكرة الفلسطينيين ما حدث، وأصروا على ترميم المسجد ، واستنهاض عوامل الصمود؛ في محاولة لكبح جماح الاحتلال ومستوطنيه، والعمل على مواجهة نيرانه المشتعلة.

من جهته، قال الباحث في عمران الأقصى يوسف النتشة، إنّ الأمر المادي تم تجاوزه على صعيد الحريق؛ لكن الحريق نفسه لم يتوقف تحديدا تجاه الانسان الفلسطيني الذي يهجرّ ويقتل ويعتقل عنوة في القدس والضفة والداخل.

وأوضح النتشة لـ(الرسالة نت) أنّ هذه الحرائق هي انعكاس لعقلية الاحتلال وتعبير عن الفكر الصهيوني في الانتهاك الروحي لقيمة الحجر والانسان معا.

وبيّن أن الاحتلال حاول مرارا الحيلولة دون ترميم الأقصى، "ليدمر العمران أولا، ثم يكنس ذاكرة الانسان ثانيا ويجعله يبتعد عن الإرث التاريخي للمسجد".

الاستهداف المركز

وعلى صعيد تداعيات الحريق، يشير إسماعيل مسلماني المختص في شأن المسجد الأقصى، إلى أنّ حريق الأقصى مثّل امتدادا لسياسة الحرق والدمار التي استخدمتها عصابات المستوطنين منذ احتلالهم لفلسطين.

وقال مسلماني لـ(الرسالة نت) إنّ الحريق يثبت انتهاج الاحتلال لسياسة الاحتلال جديدة قديمة في استهداف العمران والانسان الفلسطيني، "فما يجري من حفريات اسفل الأقصى، تستهدف السيطرة عليه زمانيا ومكانيا".

وحذر من أن مخطط هاليفي لا يقل خطورة عن الحريق الذي تورط به المتطرف اليهودي آنذاك، فهو يعني القضاء الجذري على وجود الأقصى وليس فقط حرقه".

ولفت إلى أن استهداف الأقصى بدأ تدريجيا فيمارس الاتلال تقسيم تكتيكي على الأٌقصى .

وأضاف: "ما يجري من حفريات أسفل الأقصى وخاصة الانفاق، والسيطرة على البيوت والمنازل وخاصة بسلوان جنوب الأقصى؛ كلها تستهدف النيل من الأقصى".

وحذر من خطورة تجهيزات الاحتلال لاحتفالات شهر أيلول وما يسمى بـ"رأس السنة العبرية"، ومن محاولات لفرض وقائع تهويدية جديدة، تستهدف الأقصى.

اخبار ذات صلة