قائمة الموقع

القائدان أبو شمالة والعطار.. مسيرة مقاومة ممتدة منذ سنوات لم تنطفئ

2023-08-21T08:56:00+03:00
الرسالة نت- غزة

يوافق اليوم الحادي والعشرون من أغسطس الذكرى التاسعة لاستشهاد توأمي المقاومة وعضوي المجلس العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد القائد رائد العطار، والشهيد القائد محمد أبو شمالة، برفقة القائد الشهيد محمد برهوم من الرعيل الأول للقسام.

وعلى مدار سنوات طويلة ساهم القادة الثلاثة في إحداث نقلة نوعية في أداء كتائب القسام وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية، حتى باتت اليوم قوة لا يستهان بها، ويحسب العدو لها ألف حساب، هذه القوة قادرة على وقف تمدد مشروعه الإحلالي في المنطقة، ودحره عن أرضنا الفلسطينية.

مسيرة ممتدة من المقاومة والجهاد خاضها القادة الأبطال، أفنوا خلالها حياتهم في العمل على تطوير العمل العسكري لكتائب القسام خاصة وفصائل المقاومة عامة، حتى أضحت اليوم قوة وازنة تصنع المعادلات وتفرضها.

معادلات مهرتها المقاومة بدماء الشهداء على امتداد المواجهة المفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، وليس أدل على ذلك من معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومثلت محطة فارقة في الأداء العسكري للمقاومة، والتي كان لهؤلاء القادة العظام بصمة واضحة في التطور الذي كشفت عنه المعركة.

مسيرة زاخرة بالتضحية والعطاء، ختمت بالشهادة بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال الصهيونية الحربية بعدة صواريخ منزلاً بحي تل السلطان بمدينة رفح خلال معركة العصف المأكول عام 2014.

رائد العطار.. سيرة من نور

منذ كان فتى اختار رائد العطار خيار المقاومة، فانضم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ تأسيسها، وسرعان ما اتجه إلى العمل العسكري، ليكون من المؤسسين الأوائل للجناح العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام، وتولى قيادة لواء رفح فيها.

آمن منذ البداية بأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة السلاح، فبادر إلى التدريب والإعداد، لكن السلطة الفلسطينية عاجلته عام 1995 فاعتقلته وحكمت عليه بالسجن سنتين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة.

ولم تكتفِ بذلك، فقد حكمت عليه ظلماً محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة -في 10 مارس/آذار 1999- بالإعدام، على خلفية مقتل شرطي أثناء مطاردة ثلاثة من المجاهدين، إلا أنه أعيد النظر في الحكم؛ إثر احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكم.

بعد اغتيال قائد أركان المقاومة الشهيد القائد أحمد الجعبري عام 2012م، عدّت قوات الاحتلال رائد العطار الوريث الفعلي للجعبري ووصفته بأنه "صائد الجنود" الذي جعل هدف حياته خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين.

أبو شمالة.. رفيق كل المحطات

كان الشهيد القائد محمد أبو شمالة رفيقا لدرب القائد رائد العطار في كل المحطات من بداية الطريق وحتى خاتمتها، فرافقه في مسيرة تأسيس كتائب القسام، وقاد دائرة الإمداد والتجهيز فيها، إلى جانب كونه عضواً في المجلس العسكري العام للكتائب.

منذ عام 1991م، وتطارد أجهزة الاحتلال الأمنية والاستخباراتية الشهيد القائد أبو شمالة، حتى غدا من أبرز المطلوبين لها، وخلال مطاردته اعتقلته قوات الاحتلال، وأمضى في السجون تسعة أشهر، في الوقت الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية ثلاث سنوات ونصف.

لم تزد الملاحقة أبو شمالة إلا إصرارا على مواصلة الطريق، فالرجل الذي نجا من محاولتي اغتيال، كانت الأولى عام 2003 عندما تعرضت سيارته لغارة جوية، وأصيب بجروح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة، والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا، وحاصرت منزله ودمرته بعد أن فشلت في النيل منه، فواصل طريقه ليكون نداً لجيش الاحتلال وقادته المجرمين.

بصمة ثنائية

انطلق القائدان -العطار وأبو شمالة- في مسيرة المقاومة معاً، وعرفا معاً منذ البدايات كما في النهايات، فشاركا في تأسيس بنية الكتائب في محافظة رفح، وقادا العديد من العمليات الجهادية ضد الاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987م.

ظهرت بصمات العطار وأبو شمالة جلية في الإشراف على العديد من العمليات الكبرى خلال انتفاضة الأقصى، كعمليات براكين الغضب و"محفوظة" و"حردون" و"ترميد" والوهم المتبدد، كما كانا من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.

وكان القائدان من صانعي عز شعبنا وكرامته حين كان لهم الدور الكبير في الإشراف على عملية أسر واحتجاز الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط، حين تزينت صورة النصر الكبير للمقاومة في صفقة وفاء الأحرار، بصورة العطار إلى جانب الجعبري وهما يسلمان الجندي جلعاد شاليط للجانب المصري، فيما نشرت القسام لأبو شمالة صوراً يظهر فيها وشاليط أسيراً في قبضة وحدة الظل التي حافظت عليه أسيراً حتى صفقة التبادل، ليلقي ذلك الضوء على دور القائدين في تحطيم أنف الاحتلال في التراب وإثبات فشله الاستخباري الفادح.

برهوم.. من المطاردة إلى الشهادة

أما الشهيد القائد محمد برهوم فهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، وكان من أوائل المطاردين من كتائب القسام لقوات الاحتلال عام 1992م.

ونجح برهوم بعد مدة من المطاردة في السفر إلى الخارج سراً، وتنقل بين عدة دول، ثم عاد خلال انتفاضة الأقصى إلى قطاع غزة ليلتحق من جديد برفاق دربه وجهادهم ضد الاحتلال.

ولم تثنهِ المطاردة والإبعاد عن مواصلة تدريبه ونضاله ضد المحتل من داخل صفوف كتائب القسام، فحرص على تأمين السلاح للمجاهدين وتدريبهم، وشارك في التصدي لاعتداءات المحتل المتكررة على القطاع إلى أن لقي الله شهيدا.

خاتمة توجت بالشهادة

اثنا عشر صاروخا من الطائرات الاحتلال الحربية كانت كفيلة بتسوية منزل مكون من ثلاثة طوابق بحي تل السلطان غرب مدينة رفح بالأرض، ليرتقي فجر الحادي والعشرين من أغسطس عام 2014م القادة الثلاثة وخمسة مواطنين آخرين، فيما أصيب نحو أربعين.

وعلى الرغم من أجواء الحرب الإجرامية القاتلة والاستهداف المتكرر لكل مكان في قطاع غزة، إلا أن رفح خرجت عن بكرة أبيها في وداع الشهداء في مشهد قل نظيره، لتكون رسالة واضحة للمحتل أن إرادة شعب مقاوم لا تنكسر باستهداف قادته.

وتأكيداً على مواصلة المقاومة واستمرار طريق العطار وأبو شمالة، أطلقت كتائب القسام على صاروخين حديثين من تصنيعها اسمي القائدين العطار وأبو شمالة، لتشحذ ترسانتها القتالية للمعركة بصاروخي (SH) و(A)، ولتبقى أشباحهما تطارد الاحتلال حتى كنسه من الأرض والمقدسات.

اخبار ذات صلة