قلل الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من أهمية التهديدات التي تطلقها قيادة الاحتلال بتصفية واغتيال قيادة المقاومة، قائلا: " لن ترعبنا تهديدات الاحتلال باغتيالنا ونحن أصحاب حق وخيارنا المقاومة".
وأكدّ العاروري في لقاء متلفز له ، مساء الخميس، عبر فضائية الأقصى، الضفة الغربية ستعود لصفحات المجد المتكررة.
وشددّ على أن ّ شعبنا لن يستسلم أمام الاحتلال "نحن لن نستسلم، وشعبنا لا ينوي الاستسلام، ولم يسبق له أن ناقش فكرة الاستسلام أبدا، نحن شعب لم يستسلم لقدره ويرضى بما يفرض عليه هذا الاحتلال".
وأضاف: " الاحتلال يريد أن يستأصل شعبنا من أرضنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ومقدساتنا، ويزرع مكانه هذا الزيف الذي أتوا به من كل أرجاء العالم، ولذلك لا نية لدينا أن نستسلم، ولا نية لدينا أن نتنازل".
وتابع العاروري "هذه الحكومة الصهيونية تقول إما أن ترضوا أن تكونوا عبيدا عندنا، وإما سنقتلعكم من هذه البلاد، ونحن نقول لهم ما دامت هذه الحرب استئصالية فالطارئ على هذه البلاد والمستجد والمحتل وشذاذ الآفاق الآتون من كل مكان في العالم هم الذين سيقتلعون ويذهبون كما حدث مع غيرهم من الغزاة والمستعمرين، ويبقى هذا الشعب".
وأكمل يقول: "طبيعي جدا أن شعبنا يعود لمقاومته مرة تلو الأخرى، فهذه المقاومة مستمرة من يوم أن بدأ المشروع الصهيوني، صحيح أن المقاومة تأتي على شكل موجات ترتفع أحيانا، وتنخفض أحيانا بسبب شدة القمع والحصار والمؤامرات وبعض الأوهام التي يقتنع البعض بها مثل أوهام السلام".
وأكمل يقول: "الوعي الجماعي والعقل الباطن وثوابت شعبنا تعود مرة تلو مرة إلى الجادة الحقيقية للتعامل مع المحتلين، وهي المقاومة، ولذلك كل المراهنات وكل محاولات دايتون لخلق الفلسطيني الجديد وتشديد القمع والاضطهاد والإبعاد وهدم البيوت والقتل لا تجدي نفعا".
وبحسب العاروري، فقال إن الضفة تعود إلى صفحات المجد المتكررة، وشعبنا موحد في الضفة وغزة والداخل والشتات، متمسك بحقه وثوابته، ودائما جاهز ليخوض مواجهته بالمقاومة من أجل تحصيل حقوقه والدفاع عن مقدساته وماضيه وحاضره ومستقبله.
وقال إن شعبنا لديه القدرة دائما على مفاجأة الاحتلال، ومن بين تلك المفاجآت تصاعد المقاومة في الضفة في ظل تحديات غير مسبوقة.
وتابع العاروري: "الاحتلال هو الذي تسبب بتصاعد هذه المقاومة من خلال تصعيد إجراءات غير مسبوقة ضد شعبنا وضد مقدساتنا، وبالاستيطان"، مكملا: " حركة حماس جزء من هذا الشعب وفي قلب المقاومة، ونحن لا نتبرأ أو نتحرج من المقاومة، ولذلك نحن حاضرون في المقاومة، ونحن لا نرضى على أنفسنا أن نغيب عن مقاومة شعبنا".
وشددّ على أن الحركة تسعى لتكون في قلب المقاومة وثقلها، ولا نعتبر هذا اتهاما بل شرف لنا وواجب علينا أن نكون في صدارة المدافعين عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وأكمل يقول: "الحركات المنظمة كحركة حماس يكون عندها استعداد دائم وعمل من أجل إطلاق المقاومة، لكن حين تتحول المواجهة إلى مقاومة شعبية شاملة فهذا بسبب الاحتلال وإجراءاته التي تدفع كل أبناء شعبنا إلى الانخراط في المقاومة".
وقال العاروري، "أنا أتفاءل أكثر عندما تكون هناك عمليات مقاومة فردية من أشخاص ليسوا منخرطين في أي تنظيم، لأننا كلنا في تنظيم واحد اسمه الشعب الفلسطيني، هذا هو تنظيمنا الذي تعمل كل الفصائل وأبناء الشعب من أجله".
وأوضح أنّ الاحتلال فرض على كل أبناء شعبنا الانخراط في المقاومة عندما أعلن خططه علنا، وصرحت الحكومة الصهيونية بأنها تعمل على السيطرة الاستيطانية في الضفة الغربية سيطرة غير قابلة للتغيير، وستهود القدس وتستولي على المسجد الأقصى.
ولفت إلى أنّ الحكومة الصهيونية اتخذت قرارات الاستيطان، ووضعت كل الأدوات في يد وزير المالية سموتيرتش أكثر شخص متطرف ومجنون، وهو يقول إنه خلال ما تبقى لهذه الحكومة من مدة سوف ينقل على الأقل مليون مستوطن إلى الضفة الغربية.
وذكر العاروري أنّ الاحتلال وحكومته اتخذوا قرارات وسخروا لها الأدوات، وعملوا البنية التنظيمية والقانونية لإنجاز مخططاتهم في السيطرة على الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى عبر ملايين المستوطنين، ولذلك فرضوا علينا أن نخوض معركة مواجهة الاستيطان والاحتلال.
وأكدّ أن حركة حماس واضحة في مواقفها: نحن كشعب فلسطيني يجب أن نخوض معركتنا ضد الاستيطان، وحتى الآن حركة حماس تركز عملياتها ضد الاستيطان، لأنه قلب الاحتلال، وهو أخطر وجوه الاحتلال.
وأضاف: "نحن قادرون كشعب أن نواجه الاحتلال، وكل يوم نتأخر فيه عن إشعال معركة شاملة ضد الاستيطان في الضفة الغربية سنخوض هذه المعركة في ظروف أصعب وأسوأ".
ولفت إلى أنّ سموتيرتش كان في زيارة لفرنسا ووضع خلال مؤتمر صحفي هناك خارطة فلسطين والأردن، وحسب خطة الحسم التي يتبناها هو وكل اليمين الصهيوني أن الأردن هي وطن الفلسطينيين، وتبقى فلسطين التاريخية خالصة لهم بلا شعب فلسطيني.
و تابع العاروري: " بدل أن نواجه هذا المشروع بعد أن يكونوا قد احتلوا الضفة الغربية بملايين المستوطنين وهيؤوا كل الأسباب، يجب أن نواجههم الآن، ولدينا الفرصة في ظل الانقسام الداخلي عندهم، وفي ظل انقسام عالمي وموقف سلبي غير مسبوق تجاه هذه الحكومة بسبب تطرفها وخروجها على كل القوانين والأعراف الدولية، لدينا الفرصة أن نخوض معركتنا ضد الاستيطان ونفوز بها".
وشددّ على أنّ الفرصة سانحة ليخرج الاحتلال والاستيطان من الضفة الغربية بدل أن يخرجونا منها، لم يعد هناك مفر من معركة شاملة في الضفة الغربية، إما أن نخرجهم وإما يخرجون، ونحن سنخرجهم بإذن الله.
وفي السياق، عرّج على علاقة حركته بفتح، قائلا، إن حركة فتح هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وهي حركة لها تاريخ عريق في المقاومة وقدمت آلاف الشهداء.
وأضاف العاروري "حركة فتح لا يمكن تضليلها ولذلك ما زال هناك شباب من فتح يقاتلون ويرتقون".
وتابع " هناك دوائر ضيقة في الأجهزة الأمنية التزامها تجاه الاحتلال أعلى من التزامها تجاه شعبنا وقضاياه".
وأكمل يقول " لا يجوز أن نقول عن هذه الدوائر الضيقة في الأجهزة الأمنية أنها حركة فتح، فطبيعة فتح منذ انطلاقتها هي المقاومة".
وأوضح أنّ هذه الدوائر الضيقة تحاول أن تتغطى بغطاء فتح لكن لن تستطيع، فحركة فتح تقاتل في الميادين وهي في درب المقاومة.
وأشار العاروري إلى أنه يوجد في زنازين الأجهزة الأمنية شباب من حركة فتح نفسها ومن باقي الفصائل وهم معتقلون على خلفية المقاومة.
ورأى أنّ حركة فتح ليسوا منسقين أمنيين وغير متعاونين مع العدو الصهيوني، فتح مناضلين ومقاومين وسيكونون معنا في معركة التحرير.