بعد أن يئسوا من تقديم السلطة لأي إمكانيات مادية أو لوجستية لإعادة بناء مدرستهم، لم يجد النشطاء أمامهم سوى العمل بأنفسهم وأموالهم من أجل إعادة بناء مدرسة تحدي ٥ في منطقة جب الذيب شرق بيت لحم، بعد هدمها للمرة الخامسة من قبل قوات الاحـتلال.
وعلى اعتاب بداية العام الدراسي، كان طلبة القرية المهددة كلها بالمصادرة ينتظرون أن يدخلوا فصولهم الدراسية المتواضعة أساسا، وهو حلم بدده تجاهل السلطة لمعاناتهم، لكن همة النشطاء في القرية أعادت ولو جزءا من هذا الحلم البسيط.
ورغم هذه الهمة الكبيرة لنشطاء القرية، لكن امكانياتهم محدودة، فاستخدموا إطارات السيارات المهترئة لبناء جدرنا للفصول واستعانوا بقماش خفيف لتغطية سقفها، وبدت المقاعد بداخلها أخشابا لا تصلح لجلوس الطلبة لفترات طويلة.
ويحاول النشطاء وشبان القرية توفير ما يحتاجه أبنائهم الطلبة لضمان استمرارهم في تلقي تعليمهم، وتعزيز صمودهم في القرية، في وقت تقع فهي القرية ضحية المخططات الاستيطانية للاحتلال، بغية تفريغها من أهلها وإحلال المستوطنين فيها.
المدرسة التي يطلق عليها اسم "التحدي 5"، هدمت في شهر مايو الماضي، وخلال هذه الفترة لم تجد وعودات حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية أي رصيد على أرض الواقع للمساهمة في إعادة بنائها أو توفير بديل للطلبة.
فيما اكتفت وزارة التربية والتعليم بإصدار بيان حول الهدم المتواصل للمدرسة واعتبرت أن ما يجرى بشأن الهدم المتكرر للمدرسة هو جريمة بشعة تندرج في إطار جرائم الاحتلال المتواصلة في حقّ القطاع التعليمي، واستهدافه الأطفال والتلاميذ والكوادر التربوية والمؤسسات التعليمية من دون أي اكتراث بمنظومة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.
وأطلقت الوزارة وعودات للطلبة قائلةً: "سوف نوفر كل ما يلزم لتقديم خدمة التعليم في كل الأماكن والمناطق، وذلك تأكيداً على ضمان الحق في التعليم لجميع التلاميذ وتعزيز مقومات صمود أبناء الشعب الفلسطيني وثباته في أرضه"، إلا أن هذه الوعودات لم تلق رصيداً على أرض الواقع.
تهجير الأغوار
اشتراك السلطة في مخططات التهويد والتهجير لا يقتصر على محافظة بيت لحم، ففي الوقت الذي تعاني فيه قرى الأغوار والجفتلك من مخططات الاحتلال لتهجير سكانها والاستيطان فيها، تشارك مؤسسات السلطة في مخططات التهجير تلك عبر حرمان تلك القرى من الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء.
وكشفت وثيقة أصدرها وزير الحكم المحلي في حكومة اشتية مجدي الصالح، مؤخرًا، عن قرار يقضي بوقف جميع المشاريع الإغاثية والتنموية المدعومة دوليًا ومحليًا، في قرى الجفتلك، وفصايل، ومرج نعجة، والزبيدات، ومرج الغزال في الأغوار، بسبب عدم تسديد ديونهم المتأخرة في فواتير الكهرباء والمياه.