قائمة الموقع

سبتمبر .. شهر الأعياد اليهودية الأصعب على المقدسيين

2023-08-28T11:05:00+03:00
الرسالة نت- رشا فرحات

 أصبحت كلمة (الأعياد اليهودية) كابوسا يعيشه المقدسيين بين الشهر والآخر لأنها تعني مزيدا من الاقتحامات للأقصى، ومن احتمالية مواجهة الجنود والاعتقال والإبعاد والضرب وفي كثير من المرات يكون القتل مباحا.

 الانتهاكات السابقة يقوم بها الجنود يوميا لتمهيد الطريق للمستوطنين وتسهيل اقتحامهم للأقصى.

وينظر المقدسيين والمسجد الأقصى شهرا ثقيلا خلال سبتمبر حيث الجرائم المضاعفة بسبب كثافة الأعياد، فيعتبره  المقدسيون الشهر الأصعب خلال العام.

  وفي السياق ذكر المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى (كيوبرس) في تقريره السنوي، أن سبتمبر أصبح "موسما" لاعتداءات الاحتلال لتزامنه هو وأكتوبر مع الكثير من الأعياد اليهودية.

 والأسبوع المقبل يبدأ الاحتلال أعياده باحتفاله الأكبر بما يسميه عيد رأس السنة العبرية وعيد العرش ، والذي وقعت فيه أكثر الاعتداءات على الأقصى مقارنة بأشهر السنة الأخرى، ومنها مجزرة الأقصى الأولى عام 1990، وانتفاضة الأقصى عام 2000 والهبة التي أعقبت خطف وحرق الطفل المقدسي محمد أبي خضير، وأخيرا هبة القدس 2015.

 وتمتد هذه الأعياد على نحو 16 يوما، لتبدأ منتصف سبتمبر بليلة رأس السنة الهجرية وتنهي بالسادس من أكتوبر بنهاية ما يسمى (بعيد العرش)، لذلك أصبح الاحتلال يسمي سبتمبر شهر الأعياد.

 وخلال الشهر تمتلئ المدينة بالجنود والعساكر، ويبدأ المتطرفون بحركاتهم الاستفزازية، فيثور الشبان، ويكون ذلك ذريعة لشرطة الاحتلال لإغلاق بعض بوابات الأقصى، وتنتشر الشرطة، فينتشر معها الخوف واغلاق الطرق وعرقلة وصول المصلين، كما حدث يوم الجمعة الماضي.

 وهكذا، أحيانا تكون ذريعة الأعياد اليهودية فاعلة، وأحيانا يختلق الاحتلال أكاذيب كثيرة غيرها لانتهاك حرمة الأقصى، وفي كل الأحوال يعرف شبان القدس، مرابطوها ومصلوها طريقهم وطريقتهم الصحيحة للتعامل مع تلك الأكاذيب.

 صالح الشويكي عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس في مؤسسة القدس للإنماء قال في مكالمة مع (الرسالة): الوضع في الأقصى بدأ يتغير منذ اقتحام شارون ، وقبلها كان المستوطنون يمرون بالأقصى كأي سائح عادي، وهم يعلمون أنهم ليس لهم شيء هناك، وبأن الأقصى معلم إسلامي ومكان خاص بالمسلمين فقط.

ويتابع: "بعد أن كانت الجمعيات الاستيطانية التي تقول عن نفسها بأنها دينية، تعمل في الخفاء، أصبحت في العلن وبتمويل (إسرائيلي) أمريكي ، مضيفا: يعطي كل مقتحم مبلغ 150 دولار لأجل التواجد في ساحات الأقصى، يختلق الاحتلال روايات وأعياد ومناسبات منها ما هو حقيقي ومنها ما هو كاذب لخلق تواجد غير شرعي لهم في الأقصى.

 ولكن في المقابل يذكر الشويكي أن هناك تغلب ديمغرافي لصالح الفلسطينيين، مهما حاول الاحتلال أن يثبت تواجده في الأقصى وباحاته ويؤرقه العدد، فلا زال التغلب العربي الفلسطيني لصالح المقدسيين وإن كذبت أرقام الاحتلال التي تخرج للعلن.

 وإلى جانب حكومة الاحتلال هناك 20 جماعة يهودية متطرفة هدفها هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، ولأجل هذا الغرض تسخر قوات الاحتلال ميزانيات كبيرة لدعم تلك الجماعات وجعلها تستمر في الاقتحامات وأداء طقوسها التلمودية مستخدمة أعيادا وأفكارا دينية مختلقة لبسط السيادة على المكان المقدس .

 ويرى رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أن وسيلة الاحتلال للإبقاء على قوته هي السيطرة على القدس وذلك لا يتم إلا إذا سيطر الاحتلال على الأقصى، قائلا: أغلب حالات التوتر كانت بسبب الأقصى لطالما شعر الاحتلال أن البقاء لمن يحتفظ بالأقصى لذلك يجن حينما يرى المقدسيين يتوافدون عليه بهذا العدد، على حد تعبير الهدمي.

 وينوه الهدمي إلى أن المجتمع (الإسرائيلي) ليس متدينا، بل هو علماني في غالبيته، ولكنه ربط السياسة بالدين ويستخدم الرواية الدينية في فترات الأعياد لأنها تجذب عقولا أكثر، ومقتحمين أكثر ومن خططوا لكل الاقتحامات ونفذوها في الأساس ليسوا يهود متدينين.

 يحاول الفلسطينيون أن يتعايشوا مع الوضع المليء بالاستفزاز خلال ازدحام الأعياد اليهودية، ومهما بلغ هذا الاستفزاز فهو لا يزيد المقدسيين إلا حضورا وتصدي لهذه الحكومة الفاشية، ولذلك، وبالعودة إلى صالح الشوبكي يقول: نطلب من المقدسيين التواجد دائما في الأقصى، القدوم مع أبناءهم في أي وقت للاحتفال بمناسباتهم، أن يقيموا حفل زواجهم، أن يلعبوا في باحاته وحدائقه أن لا يتركوه لحظة واحدة، حتى لا يسرق منا على حين غفلة.

ويلفت الشوبكي إلى أن دعوات الرباط تتزايد، وفي كل أيام الأسبوع هناك حافلات تأتي من كل مدن الضفة والداخل لتحمل المصليين والمرابطين إلى الأقصى، وتتمركز كثافتها يوم الخميس حيث تحمل المؤسسة 150 حافلة للأقصى، تضم مصلين ومرابطين ومشتاقين، يبيتون هناك حتى اليوم التالي لصلاة الجمعة، قائلا:"في كل دقيقة الأقصى ممتلئ بأهله، يستند عليهم، لا يتركونه ولن يتركهم"

اخبار ذات صلة