قائد الطوفان قائد الطوفان

في الضفة .. المقاومة تشتعل وتحرق مخططات الاحتلال

الرسالة نت- رشا فرحات

أصيب ضابط وثلاثة من جنود جيش الاحتلال (الإسرائيلي) بعد انفجار عبوة ناسفة بهم، في المنطقة الشرقية من نابلس، الليلة الماضية.

وأعلن جيش الاحتلال بأنه يجري تحقيقات فيما إذا كانت عبوة نابلس مزروعة مسبقا أو جرى إلقائها على الجنود عند مرورهم، معلنا أن العبوة غير عادية وتحتوي على مواد متفجرة مختلفة.

من الواضح أن المقاومة تطور قدراتها بشكل لافت ومنظم وبطرق أكثر دقة وأسلحة أكثر تطورا، فحسب شهادة الأهالي عن حدث الأمس قالوا:" لقد كان الصوت أشبه بقصف طائرة" كما أن عدد من المحللين العسكريين لدى الاحتلال اعتقدوا أن هناك تطور كبير في صناعة العبوات الناسفة.

هذا الموقف ليس الموقف الأول الذي يمكن الحديث فيه عن التطور، فقد سبق وأن فاجأت وحدة الهندسة التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام في جنين بإدخالها عبوة شواظ الناسفة 1 للخدمة العسكرية.

ووفقا لآخر الأرقام المرصودة فإن المقاومين والشباب الثائر في الضفة المحتلة نفذوا 3022 عملا مقاوماً، من بينها 395 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (أبريل – مايو – يونيو 2023)، أدت إلى مقتل 9 صهاينة، وإصابة 122 آخرين.

ويعترف الاحتلال بأن هذا العام كان الأصعب على المستوطنين منذ خمسة عشر عاما، والأخطر منذ بدأت الاحداث تتصاعد في الضفة الغربية وعند النظر في توزيع هذه العمليات تأت نابلس بالمرتبة الأولى ثم جنين ثم الخليل، ثلاث مدن في المقدمة بأعلى وتيرة لعمليات المقاومة.

وقد بلغت أعداد العمليات في كل منها على التوالي: 1385 في نابلس، 1034 في جنين، و944 في الخليل، حتى نهاية يونيو/حزيران 2023. وأدت العمليات إلى مقتل 35 مستوطنا منذ بداية العام.

اللواء واصف عريقات الخبير العسكري يرى أن المقاومة وصلت لمرحة التطور التي أربكت (إسرائيل)، وانتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، وهذا التطور سريع فعلا وقد فشلت (إسرائيل) في منعه، لأنه مدعم بالحق والعقول والأدمغة التي تستطيع التنفيذ.

ووفق عريقات فإن الفلسطيني يملك الحق، وهذا سر التطور، موجود على أرضه، يقاتل ليدافع عن نفسه ويستخدم كل نقاط قوته أمام ضعف العدو وهذه هي الشروط التي تجعله يصمد في هذه المواجهة بإمكانيات متواضعة.

ويقول الخبير العسكري:" الإمكانيات المحدود تستخدم بإرادة وعزيمة وبعقول واعية ما يجعلها تؤثر تأثيرا كبيرا كما حدث في تفجير العبوة بالأمس في نابلس، تكامل وتوقيت وتناوب في العمل يجعل الاحتلال يعمل لهذا التطور ألف حساب"

يوسف الشرقاوي المحلل العسكري يرى أن هناك تطور حقيقي في عدة محاور في الضفة الغربية، ولكنها من جهة أخرى مهما صمدت وشقت وحدها طريقا تحتاج إلى دعم من جهة رسمية وسياسية، والحماية السياسية للشعب أكثر أهمية.

ويقول:" على الرغم من تبني الفصائل لهذه العمليات، إلا أن المقاومة الشعبية تحتاج إلى سند سياسي واضح الموقف، لأن هناك نوايا لدى بعض الجهات بأن تقضي على هذه الهبة الجماهيرية ولا تريد لها أن تتطور".

وأضاف: "لذلك وجب على الفصائل أن تتوحد في ساحة المواجهة، وتعمل على إلغاء الاعتراف بأوسلو، وإسرائيل، وإلا ستكون فتورة الدفع أكبر كثيرا ".

ويدعو الشرقاوي الفصائل بأن يكون لها موقف جدي من السلطة الفلسطينية، أن تقاطعها، وترفض الاجتماع بها وتلبية الدعوات التي تقدمها، خاصة أنا باتت تعرف أن السلطة لن تقدم لهذا الشعب شيء.

البث المباشر